الخميس، فبراير 14، 2013

نشأة اللغة العربية وتطورها عبر العصور


سليم اختر مطيع الرحمن التيمي
جامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية،حيدرآباد

إن قلمي عاجز عن تعبير نشأة اللغة العربية بعين نشأتها حق التعبير ،لأن التاريخ لم يسايرها إلا وهي في وفرة الشباب والنماء ،والنصوص الحجرية التي أخرجت من بطون الجزيرة لا تزال لندرتها قليلة الغناء ،وأن علماء التاريخ واللغات اختلفوا في أطوار نشأتها الأولى اختلافا كثيرا ،فقال أبو الحسن الأشعري وأحمد بن فارس :"إن اللغة العربية توقيف و إلهام من الله عزوجل ،بدأت من آدم عليه الصلوة و السلام"،واستدلا بالآية الكريمة التي وردت في سورة البقرة :31"وعلم آدم الأسماء كلها" فالمراد بالأسماء :اللغات ،ومنها اللغة العربية، و الآية الأخرى التي وردت في سورة الروم :22 "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم"(طرق تدريس اللغة العربية للدكتور جودت الركابي صـ14) وقال بعضهم :"إنها اصطلاح وتواطؤ لا وحى وتوقيف"(المصدر السابق) وقال بعضهم "إن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعة كدوي الريح وخنين الرعد و خرير الماء وسحيج الحمارو نعيق الغراب وصهيل الفرس ونحو ذلك ،ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد .وقد استحسن إبن جني هذا الرأى وصوبه.(الخصائص،المجلد الأول صـ41) وقال بعضهم : إنها إحدى اللغات السامية ، بدأت من يعرب بن ارفشخذ بن سام بن نوح .(تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات صـ13) ورأي علماء النفس والاجتماع حديثا : أن اللغة العربية كغيرها من الظواهر الاجتماعية نشأت ساذجة ،ثم تطورت بمرور الزمن ،وتتابع التجارب ،وقد أدى اختلاف التجارب والبيئات والطبائع إلى اختلاف اللغات .(معجم علوم اللغة العربية للدكتور محمد سليمان عبد الله الأشقر صـ354) .
     ولكن أصح هذه الأقوال عندي وأتمها القول الأول بإن اللغة العربية توقيف و إلهام بدأت من أبينا آدم عليه الصلوةوالسلام ،لأن هذا معلوم لدى الجميع أن الله عزوجل خلق آدم من التراب ،ومن ضلعه حواء عليهما الصلوة و السلام ،وأسكنهما في الجنة ،وقال لهما ،كلا منها رغدا حيث شئتما ،ولا تقربا هذه الشجرة ،فكان يتكلم كل واحد منهما مع الآخر خلال القيام فيها بلغة الجنة وهى اللغة العربية ،ولكنهما عصا ربهما بأكل الثمر الذي نهيا عن أكله ،فهبطا منها إلى الأرض ،ومازالا يبكيان حتى علمهما الله التواب الرحيم الدعاء باللغة العربية للاستغفار والتوبة النصوح والرجوع إليه سبحانه وتعالى من ارتكاب المعاصي و الذنوب،"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلناوترحمنا لنكونن من الخاسرين"(الأعراف:23) ، وأخرج إبن عساكر في التاريخ عن إبن عباس أن آدم عليه السلام كان لسانه في الجنة لسانا عربيا ،فلما عصى سلبه الله عزوجل اللغة العربية ،فتكلم بالسريانية ،فلما تاب رد الله عليه اللغة العربية .وقال عبد الملك بن حبيب :كان اللسان الأول الذي نزل به آدم من الجنة ،عربيا .(المزهر في علوم اللغة وأنواعها للعلامة السوطي:1/30) .
وأن علماء التاريخ قسموا العرب إلى ثلاث طبقات :
1-بائدة:كعاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الأولى ،وهؤلاء هم الذين درست أخبارهم وطمست آثارهم ،ولم يسجل لهم التاريخ إلا صفحات مشوهات لا تنفي ظنا ولا تثبت حقيقة .
2-عاربة:هم عرب اليمن المنتمون إلى يعرب بن قحطان المذكور في التوراة باسم يارح بن يقطان ،وتقال لهذه الطبقة طبقة قحطانية انشعبت منها عدة قبائل سكنت في الحيرة والأزد والمدينة والشام و اليمن و عمان و تهامة و غيرذلك .
3-مستعربة:ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلوة و السلام ،ونزل بالحجاز حوالى القرن التاسع قبل الميلاد ،ثم صاهر ملوك جرهم ،فكان له بنون وأعقاب ضلوا في مجاهل الزمن ،فلم يعرف التاريخ منهم على التحقيق إلا عدنان ،وإليه ينتهي عمود النسب العربي الصحيح ،وتقال لهذه الطبقة طبقة عدنانية خرجت منها قبائل كثيرة ،منها قبيلة مضر ،ومن مضر بطون إلياس ،ومن إلياس بطون كنانة ،ومن كنانة قريش ،ومن قريش محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .(الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد، تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات بتصرف)
   وأن الله البارك بارك في ذريات القحطانيين و العدنانيين ،وبث منهم قبائل كثيرة سكنت في الأماكن المختلفة ،واصطفاهم لنشر اللغة العربية في العالم كله وتحفظها من التبدل و التغير متأثرة بلغات العالم ،وخلق فيهم فحول الشعراء في الحقبة الجاهلية الذين جهودهم المبذولة في التراث العربي ، تتلألأ مع مرور العصور كالنجوم المتلألئة إلى يومنا هذا ،كمهلهل بن ربيعة وإمرئ القيس وزهير بن أبي سلمى وطرفة بن العبد وغيرذلك، الخطباء المصاقع ذوي ذلاقة اللسن ونصاعة البيان وأناقة اللهجات وطلاقة البديهات الذين خدماتهم الجليلة في ترويج اللغة العربية كقس بن ساعدة الإيادي وأكثم بن صيفي التميمي والحارث بن عباد البكري وغيرذلك ،كما جعل الله عزوجل منهم الكتاب و القراء نحو لقيط بن يعمر الإيادي كاتب كسرى بالعربية وترجمانه،(معجم ما استعجم للبكري) وعدي بن زيد أول من كتب ديوان كسرى بالعربية ،(تاريخ ابن خلدون) ومرارة بن مرة أول من كتب بالعربية في جزيرة العرب .(الأغاني للأصفهاني)
   وأن القحطانيين والعدنانيين كانوا يتكلمون لغة واحدة ذات فروق طفيفة ،وهي بون بعيد في الإعراب و الضمائر و أحوال الاشتقاق والتصريف ،كما قال أبوعمرو بن العلاء :"مالسان حمير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا "(تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات صـ16) .فلغة القحطانيين لم تزل غالبة على لغة العدنانيين إلى القرن السادس للميلاد ،ولكن دولتهم لما أخذت تدول ،وسلطانهم يزول بتغلب الأحباش على اليمن طورا، وتسلط الفرس عليه طورا آخر،فغلبت لغة العدنانيين على لغتهم بفضل الأسواق ومكة المكرمة التي كانت مثابة للناس من كل فج عميق لوجود البيت ،ومجمع الثروة لوقوعها في الطريق القوافل الآتية من الجنوب تحمل متاجر الهند و اليمن إلى الشام ومصر ، ولكنها كانت محصورة في جزيرة العرب ،ثم جاء الإسلام ،وساعدها على لقي الانتشار والقبول في العالم كله بسرعة فائقة.
    وأن الله عزوجل أنزل القرآن الكريم بلغة العدنانيين ،وهي لغة قريش ،وجعلها أقوى اللغات وأفصحها لسانا ة و أعذبها لفظا وأبلغها أسلوبا و أوسعها مادة ، فلم تمض على نزوله مدة حتى بدأ القوم الدخول في دين الله أفواجا ،وازداد أتباعه يوم بعد يوم ،وانتشر الصحابة لفتوح الممالك المترنحة تحت عبادة غيرالله الذي لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،وفرضوا عليهم تعاليم الإسلام وأحكامه ، فاتسعت رقعة الإسلام بكثرة الفتوح وبمن دان الإسلام ، وجنبا لجنب اتساع دولة الإسلام انتشرت اللغة العربية لكون القرآن الكريم فرضا تلاوته في الصلوة على كل من يؤمن بالله لا شريك له ،إلى أرجاء المعمورة ،كالشام والعراق ومصر و الروم وشمال أفريقا والأندلس وما إلى ذلك من الأصقاع المتتحة ،وأصبحت هذه اللغة اللغة العامة في هذه الأقطار.
    وأما الهند ،فمن المعلوم لدى الجميع أن العلاقات التجارية كانت قائمة بين العرب والهند منذ آلاف السنين قبل الإسلام ،وكانت الجاليات العربية تقيم حينئذ في شبه جزيرة الهند لتمارس التجارة بين الهند و العرب وغيرها ،فبذلك دخلت اللغة العربية في الهند ،ولقيت الانتشار و القبول العام فيها بدفع أهلها إلى تعلمها والتكلم بها لتوطيد علاقاتهم التجارية بالعرب .ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى العالمين بشيراونذيرا ،ففاض خبره في الهند كالبلاد الأخرى ،فأسلم بعضهم في عهده صلى الله عليه و سلم في سواحل مالابار وسواحل إقليم السند ، كما كتب المؤرخون أن ملك الهند أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جرة فيها زنجبيل ، فأطعم أصحابه قطعة قطعة .(المستدرك للحاكم ،المجلد الرابع صـ135) وفي عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وصل المسلمون إلى ساحل الهند الغربي تانة (مومبائ)وبهروج عام 15هـ ،وبدأ فتح السند في عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه.(فتوح البلدان للبلاذري صـ607،الدعوة الإسلامية في الهند لمسعود الندوي صـ3) وتم هذا الفتح في عهد الوليد بن عبد الملك بالشباب اليافع محمد بن قاسم ،وما بقيت أي أرض الهند إلا انتشر فيها أشعة الإسلام المتألقة بسرعة أقصى، وجنبا لجنب انتشار الإسلام لقيت اللغة العربية الشيوع و الذيوع في المسلمين الهنود لكونها مصدر علوم الإسلام ومنبعه ، ولما قامت في هذه الأراضي الحبيبة حكومة عربية خالصة لله الواحد القهار ، فجاءت جماعة كبيرة من الصحابة للقيام بتيظيمها و تنسيقها في ضوء الكتاب والسنة ، ووجهوا عناياتهم كل توجيه إلى تعليم أجيال المسلمين الهنود في المساجد و الكتاتيب . فولد فيهم المتبحرون في مختلف العلوم ،المتفننون في شتى الفنون ،فبعضهم يعدون في صفوف التابعين ،و بعضهم في المحدثين ،وبعضهم في الأدباء ، حتى كتب المؤرخون مسعود البشاري و المقدسي و ابن حوقل :أن علماء السند كانوا يتكلمون باللغة العربية و السندية بالسلاسة و السيولة .(الأنساب للمقدسي ،صـ48-79) وكتب أبن بطولة أن رعاة السند أيضا يتكلمون باللغة العربية ،(فتوح البلدان للبلاذري). وعلى رأسهم :الشيخ الإمام مكحول الهندي والشيخ أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المتوفى 170هـ صاحب المغازي والشيخ أبو العطا السندي المتوفى 180هـ والشيخ حلف بن سالم السندي المتوفى 231هـ.(خلافت راشده اور هند صـ222).
      ولما انقضت الحكومة العربية من الهند في القرن الرابع للهجرة بتغلب الإسماعليين عليهم بالغصب ،بدأ خمود النشاط العربي بخمود علم القرآن الكريم والحديث النبوي ،لأن الإسماعليين كانوا هدموا المساجد والمراكز و المدارس التي كان أقامها مسلموالعرب لتعليم أولاد المسلمين ، ولكن دولة إسماعلية ماإن ظهرت في الهند حتى قضى عليها الغزنويون عام 402هـ (الطرزي ،المجلد الأول صـ310) ،وجددوا إنشاء المساجد و الكتاتيب و المدارس ليتزين فيها أجيال المسلمين بزينة مختلف العلوم والفنون كما كان من قبل ،ورتبت الأجورالكبيرة والمكافات العظيمة للمعلمين والمؤدبين ،كما سجل التاريخ أن السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي عندما فتح بهاطيه عام 395هـ ،استخلف بها من يعلم من أسلم من أهلها ما يجب عليهم تعلمه .(الكامل لإبن الأثير ، المجلد السابع صـ 284)
     وفي القرن السابع للهجرة تأسست دولة دلهي القديمة سنة 602هـ ،وتولى عرشها مختلف السلاطين مرة بعد مرة ، وركز كل منهم إلى تعليم الشباب المسلمين الهنود بإقامة كثيرمن المساجد والمدارس والمعاهد التي كانت منتشرة في مختلف البلاد ،كمدرسة فيروز ومدرسة النصيرية ومدرسة المعزى بدلهي وغيرذلك .والجديربالذكر أن جنكيز خان لما قام بشن الغارة التدميرية والتخريبية على آسيا الوسطى ، فقصد علماءها إلى الهند ،واجتمعت فيها جماعة حاشدة من المحدثين والمفسرين والأدباء ،وبمجئهم اتسعت دائرة التعلم والتعليم من غرب الهند إلى شرقها ،وصارت مدينة دلهي مركزا للعلوم والفنون ،فشاب أجيال المسلمين عباقرة العلماء ،ماهرين في شتى العلوم والفنون .
      وفي القرن الثامن والتاسع للهجرة تولى عرش دلهي السلطان محمد تغلق وفيروز تغلق وسكندر شاه ،وكل منهم كان عالما كبيرا فاضلا عبقريا محبا للعلم والعلماء ،حريصا على العلم ، مبادرا في طلبه .فهذه الخصائل السليمة والأوصاف الحميدة دفعتهم إلى إنفاق ما في خزائنهم من الأموال في إنشاء المدارس و المراكز في كل مكان فيه المسلمون الهنود في أشد حاجة إلى التعليم ، فولد في هذين القرنين جهابذة العلماء الربانيين الذين لهم القدح المعلى في ترويج اللغة العربية مع تعميم أمور الدين الحنيف .وإليكم نبذة يسيرة فيما يلي:الشيخ شمس الدين محمد بن يححى الأودهي المتوفى 747هـ والشيخ نصيرالدين جراغ الدهلوي المتوفى 757هـ والشيخ حسين بن المعز البيهاري المتوفى 844هـ والشيخ القاضي شهاب الدين دولت آبادي المتوفى 849هـ والشيخ لنكردريا المتوفى 891هـ وغيرذلك .
     وفي القرن العاشر للهجرة قامت الدولة المغولية في الهند ،ومازالت إلى القرن الحادي عشر للهجرة ،و في هذه الفترة المغولية راجت العلوم العربية أكثر من القرن الماضي لدخول محدثي العرب وأدبائها على الهند ،واختيار الطلاب الهنود صحبتهم العلمية الصالحة لطلب علم القرآن الكريم والحديث النبوي والأدب العربي .فهذه الشخصيات العظيمة المملؤة بالعلوم الغزيرة خلقت خلقا كثيرا من أولاد المسلمين الهنود بلابل بستان العلم والعرفان ، وفي مطلعهم الشيخ زين الدين المالاباري المتوفى 928هـ صاحب فتح المعين والشيخ رفيع الدين الشيرازي المتوفى 954هـ والشيخ علي المتقي المتوفى 975هـ صاحب كنزالعمال والشيخ جمال الدين محمد بن ظاهر البتني المتوفى 986 هـ صاحب المغني في ضبط الرجال والشيخ طاهر بن يوسف السندي الرهانفوري المتوفى 1000 هـ صاحب تلخيص شرح أسماء الرجال البخاري للكرماني والشيخ يعقوب بن حسن الصرفي الكشميري المتوفى 1003هـ صاحب تفسير القرآن ،وما إلى ذلك .(مساهمة الهند وباكستان في الحديث بالأردية للدكتور إسحاق بهتي بتصرف)
     وفي القرن الثاني عشر للهجرة بدأت تتغير الظروف عقب دخول القوات البريطانية إلى شبه القارة الهندية باسم الشركة ،فإن الغزو الإنجليزي للهند لم يكن غزوا سياسيا فقط ،وإنما غزوا ثقافيا أيضا،ولتحقيق هذا أنهم قاموا بإحراق بيوت المسلمين بوجه خاص وإضاعة أموالهم وإراقة دمائهم ونفيهم وإعدام علمائهم الربانيين وإغلاق مدارسهم ومراكزعلومهم ،فأحاط بهم البؤس والشقاء ،وبلغ الشر منتهاه والاضطهاد مبتغاه ،وأخذت شعائر الإسلام تنطمس ،وينحت صوته وتنتهي حميته .وفي هذه الأوضاع القاسية استيقظ العلماء الربانيون والقواد الهنود من نومهم العميق ومسحوا عينيهم بأيديهم وحثوا الهنود ضد القوة الاستعمارية واستبدادها عليهم وأحرقوا دماءهم وأضحوا نفوسهم ، وأسسوا المدارس  العربية الإسلامية بعدد كبير في أرجاء الهند لمواجهة التحديات الحضارية والحكومة الاستعمارية ونشر العلوم الإسلامية والعربية والمحافظة عليها،فأول مدرسة عربية لهم دارالعلوم ديوبند ،أسست في 1866م وتولى مهام إدارته محمد قاسم النانوتوي رحمه الله عزوجل ،وبعد ذلك أسست معاهد كثيرة في أرض الهند مثل ندوة العلماءوالجامة السلفية ببنارس وجامعة فيض عام وجامعة الفلاح بأعظم كره والأحمديةالسلافية بدربنجة ،بيهار وجامعة الإمام البخاري بكشنكنج ،بيهار وجامعة الإمام ابن تيمية بجمبارن الشرقية ،هي أكبر جامعة دينية عربية في بيهار ،أسسها المفسرالكبير والمحدث العظيم والأديب الأريب العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي/حفظه الله عزوجل ،وغيرها من الجامعات الدينية ،وفي هذه الجامعات والمعاهد تدرس علوم القرآن والسنة النبوية واللغة العربيةوآدابها ،ويتخرج منها كل سنة مئات الطلاب الماهرين بالأدب العربي ،المتفننين بمختلف الفنون .وجنبا لجنب هذه الجامعات الدينية أسست الجامعات والكليات العصرية في أنحاء الهند ،وفي كل منها يوجد قسم خاص للغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية ،ويتخرج فيها الطلبة والطالبات بالكالوريوس والماجستير والدكتوراة في الأدب العربي واللغة العربية والدراسات الإسلامية ،وفي كل جامعة توجد مكتبة ضخمة مخصصة للغة العربية والدراسات الإسلامية ،ومن أشهر هذه الجامعات العصرية جامعة جواهر لال نهروبدلهي والجامعة الملية الإسلامية بدلهي و جامعة دلهي الوطنية وجامعة عليكرة الإسلامية وجامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية بحيدرآباد وجامعة مولانا آزاد الأردية الوطنية بحيدرآباد والجامعة العثمانية بحيدرآباد وجامعة كاليكت بكيرلا وجامعة بتنة بولاية بيهاروغيرها .
   ومما يجدربالذكر أن الصحافة العربية لعبت ولا تزال تلعب دورا أساسيا في ترويج اللغة العربية وآدابها في أرجاء معمورة الهند ،ولكنها ظهرت متأخرة بعد أن ظهرت الصحافة الإنكليزية والهندية والأردية والفارسية ،فأول جريدة عربية في الهند صدرت باسم "النفع العظيم لأهل الإقليم" من لاهور،وقد أنشأ هذه الجريدة الأستاذ شمس الدين في 27 من أكتوبر 1871م ،بعد هذه الجريدة صدرت مجلة عربية باسم "البيان" في سنة 1902م من لكناؤ،ونالت قبولا في الأوساط الأدبية في الدول العربية ،ثم صدرت جريدة "الجامعة" من كلكتا تحت إشراف مولانا أبوالكلام آزاد في عام 1932م ،ثم أنشأ الأديب مسعود عالم الندوي مجلة عربية باسم "الضياء" عام 1932م ،وبعد هذه المجلة أصدر المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بالهند مجلة عربية سنوية باسم "ثقافة الهند" سنة 1950م ،ثم ظهرت مجلة "البعث الإسلامي"من دارالعلوم لندوةالعلماء التي أسسها الستاذ محمد حسني سنة 1955م ،وبعد ذلك صدرت مجلة "دعوة الحق" عام 1965م من دارالعلوم بديوبند ،ومجلة "صوت الأمة"سنة 1968م من الجامعة السلفية ببنارس ،ومجلة "الداعي" من  دارالعلوم بديوبند عام 1976م ،ومجلة"الفرقان"الشهرية سنة 2000م من جامعة الإمام إبن تيمية بجمبارن الشرقية بولاية بيهار،وهي أول مجلة عربية في بيهار أنشأها الأديب الأريب العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي/ حفظه الله وتعالى ،ومجلة عربية نالت في مدة قليلة أكثرشيوعا وذيوعا في الأوساط الأدبية والعلمية في الداخل والخارج ، من المجلات العربية الأخرى الصادرة من أنحاء الهند ،وأن هذه المجلة تشتمل على المقالات الأدبية والعلمية والدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها التي أعجب بها أدباء العرب والعجم ،ويرأس هذه المجلة الآن الأستاذ الكريم العطوف الشيخ سميع الله المدني /حفظه الله وتعالى ،ويقوم بمسؤليته ومهماته العظيمة بالصدق والأمانة .   
     


هناك تعليقان (2):

عبد الكريم المدني ثم الازهري يقول...

لا شك في أن هذه المقالة مقالة أدبية علمية قرأتها غير مرة ووجدتها مليئة بتاريخ الادب العربي من البداية إلى العصر الحديث بأسلوب علمي جذاب، وممايجدر بالذكر أن هذه المقالة سلطت الضوء على الادب الهندي بالاختصار والايجاز الذي دفع الاعداء والاصدقاء سواء إلى الاعجاب به والاشادة.

Unknown يقول...

الحمد لله مقالة رائعة ، اريد مقالة خاصة في الادب العربي التي تتعلق ببيهار فقط ، يعني نشأة اللغة العربية و تطورها في بيهار.

شكرا

المخلص
محمد بدرالدجي