الثلاثاء، أكتوبر 20، 2009

حكم اخـــتــــلاط الـــــرجـــــــــــــــــــال بالــــــنـــــــــســــــــــــاء

سئل سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- هل يجوز اختلاط الرجال بالنساء إذا أمنت الفتنة؟
فأجاب وأجاد رحمه الله:
اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال، وهذا لا إشكال في جوازه.
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد، وهذا لا إشكال في تحريمه.
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في: دور العلم والحوانيت والمكاتب والمستشفيات والحفلات ونحو ذلك فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد من النوعين بالآخر. ولكشف حقيقة هذا القسم فإنا نجيب عنه من طريق: مجمل، ومفصل.
أما المجمل :
فهو أن الله تعالى جبَلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبَلَ النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ على ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء، لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
وأما المفصل :
فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها، ووسائل المقصود الموصلة إليه حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعليق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .
■ أما الأدلة من الكتاب فستة :
● الدليل الأول :
قال تعالى : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
وجه الدلالة أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً فطلبت منه أو يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه .
● الدليل الثاني :
أمر الله الرجال بغض البصر، وأمر النساء بذلك فقال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ۝ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ الآية.
وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وأمره يقتضي الوجوب، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر. ولم يعفو الشارع إلا عن نظر الفجأة، فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: « يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّما لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ » قال الحاكم بعد إخراجه : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه: ووافقه الذهبي في تلخيصه، وبمعناه عدة أحاديث .
وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليه زناً ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا » متفق عليه، واللفظ لمسلم. وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها. فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.
● الدليل الثالث :
الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة، ويجب عليها التستر في جميع بدنها، لأن كشف ذلك أو شيئاً منه يؤدي إلى النظر إليها، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها ، وكذلك الاختلاط.
● الدليل الرابع :
قال تعالى : ﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾ .
وجه الدلالة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن . وكذلك الاختلاط يمنع لما يؤدي إليه من الفساد .
● الدليل الخامس :
قوله تعالى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ .
فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجال يدخل على أهل البيت بيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غض، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها وأنه لو قدر عليها فزنى بها .
وجه الدلالة : أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط .
● الدليل السادس :
أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ الآية .
وجه الدلالة : أن الله أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق. على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء وخلعهن جلباب الحياء، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوازع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم.
.■ وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشر أدلة :
الأول : روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك . قال : « قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي » . قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت .
وروى ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة » .
وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد .
وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، فلئن يمنع الاختلاط من باب أولى .
الثاني : ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها »، قال الترمذي بعد إخراجه: حديث حسن صحيح .
وجه الدلالة : أن الرسول صل الله عليه وسلم شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن الجماعة على حده، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير. وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع. فإذا كان الشرع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى، فيمنع الاختلاط من باب أولى .
الثالث : روى مسلم في صحيحه عن زينب زوجة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنها قال: قال لنا رسول الله صلى وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات » .
قال ابن دقيق العيد : فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سبباً لتحريك شهوة المرأة أيضاً. قال: ويلحقن بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة.
قال الحافظ ابن حجر: وكذلك الاختلاط بالرجال.
وقال الخطابي في (معالم السنن): التفل سوء الرائحة. يقال: امرأة تفله إذا لم تتطيب، ونساء تفلات .
الرابع : روى أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء » رواه البخاري ومسلم .
وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟ هذا لا يجوز.
الخامس : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستحلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء » رواه مسلم .
وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو أمر يقتضي الوجوب، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟! هذا لا يجوز .
السادس : روى أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما، عن حمزة بن السيد الأنصاري، عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: « استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق » فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها . هذا لفظ أبي داود .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (يحفظن الطريق) هو أن يركبن حقها، وهو وسطها .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك ؟!
السابع : روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء، وقال لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد » وروى البخاري في "التاريخ الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تدخلوا المسجد من باب النساء » .
وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً لذريعة الاختلاط، فإذا منع الاختلاط في هذه الحال، ففيه ذلك من باب أولى .
الثامن : روى البخاري في صحيحه، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ) وفي رواية ثانية له : ( كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عله وسلم ) وفي رواية ثالثة : ( كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله ، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) .
وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع .
الدليل العاشر : روى الطبراني في "المعجم الكبير" عن معقل ابن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له » .
قال الهيتمي في (مجمع الرزوائد ) : رجاله رجال الصحيح . وقال المنذري في (الترغيب والترهيب ) : رجاله ثقات .
وروى الطبراني أيضاً من حديث أبي أمامه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطين وحماة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له » .
وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها، بما في ذلك من الأثر السيء، وكذلك الاختلاط يمنع ذلك .
فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع حسماً لمادة الفساد .
ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي والحرم المدني نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يزيد المهتدي منهم هدى، وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات، والأخذ على أيدي السفهاء، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه .
مفتي الديار السعودية
(ص-ف 1118 في 14-5-1388هـ)
(من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية 10/25)
نقله/ معراج عالم محمد إنفاق التيمي

السبت، أكتوبر 10، 2009

إشكال وجواب

فقد كنت مرة أتصفح المواقع المسيحية فوجدت شخصا يستدل على صحة الديانة المسيحية من القرآن الكريم ، ويصر بأن من مات على المسيحية يدخل الجنة بشهادة القرآن الكريم وهو قوله تعالى في سورة البقرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 فقمت بالرد عليه فورا وإليك أخي الداعية ما ذكرت من النقاط للفائدة .
هذه الآية الكريمة قد يحدث إشكال لدي البعض بأن القرآن تقر بالديانات المذكورة في الآية بعد بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم . وهذا خلاف منطوق القرآن الكريم
فأردت التنبيه أن الآية تبين عن الجزاء الآخروي لليهود والنصاري والصابئة قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم ، وذلك أنهم إذا آمنوا علي نبيهم وعملوا الصالحات فلهم البشري ، ويؤيد ه بعض الآثار المرسلة كما روي عن مجاهد عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أهل الكتاب من أصحابي وكانوا يعبدون الله ويصلون ( يعني أنهم أقاموا دينهم قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم) فنزلت الآية (إن الذين آمنوا والذين هادوا.. ) ( تفسير أحسن البيان للشيخ صلاح الدين يوسف ص 80 )
أما بعد بعثة النبي صلي الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم فلانجاة إلا في الإسلام لأن الله الذي خلق الخلق وأرسل الرسل هو الذي يقول في كتابه : {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } آل عمران19 وقال تعالي {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } آل عمران85
وكما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم في كتاب الإيمان " والذي نفسي بيده لايسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار "
فالنجاة بعد بعثة نبي الرحمة محمد صلي الله عليه وسلم في إتباع ما جاء به لأنه أرسل لكافة الناس بشيرا ونذيرا كما قال تعالي " {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 ويقول تعالي {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28
والقرآن الكريم هداية لجميع الناس يقول تعالي {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }الفرقان1 ويقول تعالي {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }البقرة185
لماذا محمد صلي الله عليه وسلم ؟
والسوال الذي يطرح نفسه لماذا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فبالإجابة على هذا السؤال أقول لايكمل إيمان المسلم إلا إذا آمن علي جميع الأنبياء الذين أرسلوا لهداية البشرية منذ أبينا آدم حتي آخر الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم ، أما الإتباع فيجب أن يكون لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فقط لا للأنبياء الآخرين،والسوال لماذا نتبع محمدا ولا نتبع الأنبياء الآخرين مع إيماننا بهم؟ فالجواب
· لأن محمدا آخر الأنبياء وأنزل الله عليه آخر الكتاب الذي هو المهيمن علي جميع الكتب السابقة يقول تعالي {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }المائدة48 ولأن جميع الكتب السماوية لما حرفت جعل الله ختم الرسالات السماوية بالقرآن وتعهد بحفظه من التحريف بقوله {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 وتحدي للناس قاطبة {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88 فهو الكتاب الذي عجزت البشرية عن الإتيان بمثله عبرالقرون والأزمان .
· محمد صلى الله عليه وسلم لم يأت بدين جديد وليس هو مؤسس الإسلام بل ختم الله به الرسالة التي أرسلها علي الأنبياء في جميع العصور، وحياته منذ ولادته حتي وفاته محفوظة بالدقة التامة لابشوبه أي شك أو إرتياب حتي وصلت إلينا أقواله وأفعاله بالسند الكامل الدقيق
· التعاليم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لجميع نواحي الحياة الإنسانية الدينية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية
· تعاليمه صلى الله عليه وسلم صالحة لجميع الأزمان والعصور
· محمد صلي الله عليه وسلم أرسل لكافة الناس كما مر معنا
أما الأنبياء الآخرون فجاءوا لهداية قومهم كما جاء في إنجيل متي (15/ 24 ) قول عيسي عليه السلام " ما أرسلت إلا إلي الخراف الضالة إلي بيت إسرائيل " ويقول تعالي علي لسان عيسي عليه السلام {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ } آل عمران49
· ولما ثبت أن محمدا صلي الله عليه وسلم آخر الأنبياء فلزم علي الجميع إتباعه وذلك أن الحكومة إذا أرسلت سفيرا لها إلي بلد ما ، فالسفيريتحكم فيما يتعلق عن السفارة في المدة التي حددت له، فإذا انتهت مدة السفيرالأول وتم تعيين السفير الثاني فيلزم على الجميع إتباع أوامر السفير الأخير. فكذلك الله سبحانه وتعالي أرسل الأنبياء والرسل في جميع الأزمنة والعصور وختم هذه الرسالة بخاتم النبيين محمد بن عبد الله العري الهاشمي صلوات الله وسلامه عليه وجعل رسالته لكافة البشرية فلا نجاة للبشرية إلا في اتباع ما جاء بها
الإسلام دين الإنسانية :
أرجو من الجميع أن يقرأوا عن الإسلام لأن هذا الدين هو دين جميع الأنبياء والرسل من آدم حتي خاتم النبيين فهو أول دين وجد على الأرض و آخر الأديان السماوية .
وكما يعرف الكثير أن أبانا آدم عليه السلام أول البشر كان موحدا مؤمنا بالله وحده لا شريك له وكذلك الأجيال التي أتت بعده ، وكان الناس أمة واحدة على دين واحد وملة واحدة إلى أن بدأ الشرك وهو في عهد نوح عليه السلام حينما بدأ الناس يقدسون الأولياء الصالحين وبالتدريج بدأوا يعبدونهم الأنبياء كلهم مسلمون :
أضف إلى ذلك أن جميع الأنبياء والرسل كانوا مسلمين، وكلهم يدعون إلى الإسلام وإلى عبادة الله وحده يقول تعالي {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} الأنبياء25
ولقد جاء ذكر الإسلام على ألسنة الرسل فمثلاً كما جاء على لسان نوح : (وأمرت أن أكون من المسلمين(إبراهيم وإسماعيل : {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة128موسى : {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }يونس84يوسف : ({تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }يوسف101الحواريون (حواريو عيسى) : {آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران52
وكلنا سنموت ونحاسب أمام الله تعالي علي ما قدمنا من الأعمال والأقوال ، وهذا ما أقوله لا تعصبا بالمذاهب ولكن بيانا للحق ونصيحة للجميع فالخير كل الخير في البحث عن الحق

الثلاثاء، أكتوبر 06، 2009

أربعين جملة حكيمة

إذا لم تعلم أين تذهب , فكل الطرق تفي بالغرض
** ** ** **
يوجد دائماً من هو أشقى منك , فابتسم
** ** ** **
يظل الرجل طفلاً , حتى تموت أمه , فإذا ماتت ، شاخ فجأة
** ** ** **
عندما تحب عدوك , يحس بتفاهته
** ** ** **
إذا طعنت من الخلف , فاعلم أنك في المقدمة
** ** ** **
الكلام اللين يغلب الحق البين
** ** ** **
كلنا كالقمر .. له جانب مظلم
** ** ** **
لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره
** ** ** **
العين التي لا تبكي , لا تبصر في الواقع شيئاً
** ** ** **
المهزوم إذا ابتسم , افقد المنتصر لذة الفوز
** ** ** **
لا خير في يمنى بغير يسار
** ** ** **
الجزع عند المصيبة , مصيبة أخرى
** ** ** **
الابتسامة كلمة معروفه من غير حروف
** ** ** **
اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك , كما يحبونك عندما تتسلمه
** ** ** **
لا تطعن في ذوق زوجتك , فقد اختارتك أولا
** ** ** **
لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك و لكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك
** ** ** **
تصادق مع الذئاب ... على أن يكون فأسك مستعداً
** ** ** **
ذوو النفوس الدنيئة , يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء
** ** ** **
إنك تخطو نحو الشيخوخة يوماً مقابل كل دقيقة من الغضب
** ** ** **
كن صديقاً , ولا تطمع أن يكون لك صديق
** ** ** **
إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
** ** ** **
الذي يولد يزحف , لا يستطيع أن يطير
** ** ** **
اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة
** ** ** **
نحن نحب الماضي لأنه ذهب . ولو عاد لكرهناه
** ** ** **
من علت همته , طال همه
** ** ** **
من العظماء من يشعر المرء بحضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء
** ** ** **
من يطارد عصفورين يفقدهما جميعاً
** ** ** **
المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تلد و تربي النصف الآخر
** ** ** **
لكل كلمة أذن , ولعل أذنك ليست لكلماتي , فلا تتهمني بالغموض
** ** ** **
كلما ارتفع الإنسان , تكاثفت حوله الغيوم والمحن
** ** ** **
لا تجادل الأحمق , فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما
** ** ** **
الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل
** ** ** **
قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو .. الفرار
** ** ** **
شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك
** ** ** **
من أطاع الواشي ضيَع الصديق
** ** ** **
أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام
** ** ** **
لا تستحِ من إعطاء القليل فإن الحرمان اقل منه

الأحد، أكتوبر 04، 2009

علو في الحياة وفي الممات

سؤال يطرح نفسه من القائل وما هي القصة التي ذكرت فيها؟
الجواب: ذكر ابن خلكان وغيره من المؤرخين أن هذه من أجل القصائد في باب المراثي, وسببها أن ابن بقية أحد الوزراء العباسيين كان كريماً جواداً, بنى كثيراً من المساجد, وأعطى طلبة العلم وكان يضيف المساكين, فغضب عليه أحد السلاطين واسمه: عضد الدولة , فأتى بهذا الوزير فأنزله من قصره, ثم أعطاه الفيلة فرصعته فهوت عليه حتى مات, ثم نصبه على خشبة عند مدخل باب الطاقفي بغداد عند نهر دجلة , فسمع العلماء بالخبر، فساءهم كثيراً وحزنوا وبكوا، ومروا يسلمون ويرون جثمانه, فوجدوه منصوباً في الصباح..!! وجعل قبره على الخشبة, فقال أبو الحسن الأنباري -أحد الأدباء والعلماء الكبار- للوزير:
علو في الحياة وفي الممات بحق أنت إحدى المعجزات
يقول: كنت عالياً في الحياة, واليوم كذلك أنت عالياً في الموت, لم يدفنوك من علوك؟ يعتذر له وهذا من أحسن ما يقال:
علو في الحياة وفي الممات .......... بحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا.......... وفود نداك أيام الصلات
يقول: كأن الناس لما اقتربوا منك يسلمون عليك, كأنهم يريدون منك صلة مثلما كنت في الحياة.
كأنك واقف فيهم خطيباً ......... وهم وقفوا قياماً للصلاة
ولما ضاق بطن الأرض عن أن...... يضم علاك من بعد الممات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى .......بحفاظ وحراث ثقات
وتشعل عندك النيران ليلاً ............كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطيةً من قبل زيد..........علاها في السنين الذاهبات
وتلك قضية فيها تأسٍ ...........تباعد عنك تعبير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعاً ..........تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت...........فأنت قتيل ثار النائبات
وكنت تجير من صرف الليالي ........فعاد مطالباً لك بالترات
وصير دهرك الإحسان فيه ........إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعسر سعداً فلما ..........مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي .........يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام .........بفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي........ ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي ...........مخافة أن أعد من الجناة
ومالت تربة فاقول تسقى ........لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى .......برحمات غواد رائحات

الجمعة، أكتوبر 02، 2009

كيف تستفيد من الكتب التي تقرأ؟

كلنا يقرأ... إن لم نكن نقرأ الكتب فعلى الأقل نقرأ المجلات والصحف اليومية، وكل هذه يجب ألا تخلو من الفائدة، ولكي لا تذهب قراءتنا هباءً ولا يضيع وقتنا سدى، فعلينا أن نحاول قدر الإمكان الاستفادة مما نقرأ، وهذه بعض النصائح أو بعض الوسائل للاستفادة مما تقرأ:
أ- نوعية الكتب:
1. لابد أولاً من الدقة في اختيار الكتب لتتحقق الفائدة بالفعل.
2. عليك اختيار الكتب النافعة التي تفيدك في دينك ودنياك، وعلى رأسها علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه وسيرة، ثم كتب اللغة والتاريخ، ثم غيرها من العلوم، وكذلك بالنسبة للمجلات. فلا بد من الابتعاد عن المجلات الهابطة أو حتى ذات المستوى الذي يقل عن المتوسط مما ليس فيها علم ولا فائدة.
3. عليك أيضاً التعرف على أسماء المؤلفين ذوي الأمانة والثقة والكلمة الصادقة الهادفة البعيدين عن الإسفاف وعن الفساد والإفساد لتقرأ لهم، ولا تقرأ لغيرهم من ذوي الأهداف السيئة والأغراض الدنيئة كالكتاب المأجورين وأمثالهم، إلا إذا كانت قراءتك لهدف معين معرفي أو تخصصي، أو لتحذير الناس من آرائهم، وهذه الرخصة ليست للجميع بل لمن عنده من العلم نصيب يستطيع به التعرف على الحق وتمييز الصواب من الخطأ بأرضية صلبة من المعارف والعلوم.
4. إذا كنت مبتدئا فاقرأ أولاً الكتب الواضحة التي لا يشوب أسلوبها غموض أو تعقيد لئلا تسأم أو تمل عندما تشعر أنك لا تفهم جيداً كل ما تقرأ، ولا شك أن الأسلوب السهل السلس والمشرق المثير في الوقت نفسه له دور كبير في حب القراءة.
5. من الأفضل أن تكون الكتب محققة تحقيقاً علمياً فهي أكثر فائدة بما تضيفه من تعليقات وبما تعرفنا به من تخريج الأحاديث ونسبة الآراء والأقوال لأصحابها ومصادرها بدقة ونظام وترتيب.
6. نوع قراءاتك في مختلف فروع العلم والمعرفة لتلم بأساسيات كل علم والأمور الهامة فيه، ولكي لا تكره علماً لأنك تجهله، والإنسان عدو ما جهل، ثم ركز على تخصص معين تميل إليه أكثر لتتزود منه بعلم أكبر، فتكون ثقافتك أوسع بالإطلاع على مختلف العلوم ويكون تخصصك في علم بعينه أكثر من غيره سبيلاً إلى الإحاطة بمعظم جوانب هذا العلم دون أن تترك مطالعاتك للعلوم الأخرى والأخذ من كل منها بطرف.
ب- طريقة القراءة:
1. لا بد أيضا أن تكون طريقة قراءتك مناسبة من حيث المكان الذي تقرأ فيه وكيفية الجلوس وكيفية القراءة ونحوها من أمور.
2. لا بد أن يكون المكان الذي تجلس فيه للقراءة مناسباً لها بألا يوجد فيه ما يشغل الفكر ويعطل الذهن ويشتت التركيز.
3. لا تقرأ وأنت مستلق لأن ذلك أدعى إلى جلب النوم والكسل.
4. لتكن جلستك جلسة مريحة بحيث تتجنب ظهور متاعب صحية في المستقبل كآلام الظهر.
5. لا بد أن تكون الإضاءة جيدة فحاول أن تتجنب الضوء الأصفر (اللمبات) فالضوء الأبيض (الفلورسنت) أفضل وأكثر حماية للعينين، والأفضل أن تكون القراءة في ضوء النهار الطبيعي في مكان مناسب جيد الحرارة.
6. أبعد الكتاب عن عينيك لئلا تتضررا وإن كنت تعاني من مشاكل في النظر فلا تقرأ بكثرة حتى تراجع طبيب العيون.
7. ركز جيداً أثناء القراءة فيما تقرأ، وأعط كل انتباهك له، وحاول أن تتفاعل معه كأن تتذكر معلومات سابقة حول ما تقرأ.
8. اقرأ ببطء إن كان الكتاب هاماً جداً أو صعب الأسلوب نوعا ما، أو يحتاج إلى التعمق في الفهم، أو ترغب أنت في حفظ بعض ما تقرأ، أما إن كان عاديا فاقرأ قراءة متوسطة ليست بالبطيئة المتأملة المتفحصة كثيراً ولا بالسريعة المضيعة لمعاني ما تقرأ.
9. القراءة الصامتة أفضل فهي أسرع وأقل إجهاداً لأنها لا تشرك الكثير من أعضاء الحس فيها فتساعد بذلك على زيادة التركيز.
ج- كيفية الإستفادة:
الهدف من القراءة حصول الفائدة وجني ثمار التعب والوقت بقطف أجمل ولأفضل زهور العلم، وذلك بإتباع الآتي:
1. ضع في بالك أولاً أن تقرأ قدراً معيناً من الكتاب أو تخصص وقتاً معيناً لا بد أن تقرأ فيه.
2. اقرأ مقدمة الكتاب أولاً، حتى وإن شعرت ببعض الملل من مقدمات بعض الكتب، لأن قراءتها ستفيدك غالباً في معرفة هدف الكاتب من تصنيف كتابه ولتتعرف على موضوع الكتاب بصورة بينة واضحة.
3. إذا لم تفهم نقطة معينة أو استعصى عليك فهم فكرة ما أو خطر على بالك سؤال لم تجد له إجابة فضع علامة على ما لم تفهم أو دون ما يطرأ على ذهنك من أسئلة ثم حاول أن تسأل عنها من هو أكثر منك علما في هذا الموضوع.
4. اجعل القلم معك أو في متناول يدك عندما تقرأ، وحاول أن تضع جوار كل فقرة الفكرة العامة التي تناولتها في المكان الخالي قربها( الحاشية أو الهامش) وحاول أن تدون بعض الملاحات الهامة إذا طرأت على ذهنك أو أن تلخص بعض الفقرات أو تسجل بعض النقاط الهامة.
5. حاول أن تستعين بوسائل أخرى تدعم معلوماتك حول ما تقرأ كالأشرطة السمعية أو المرئية أو المجلات الأخرى والصحف إذا وجد منها ما يتعلق بموضوع كتابك.
6. بعد أن تنتهي من القراءة أغلق الكتاب وحاول أن تستعيد في ذهنك أهم الأفكار التي قرأتها، ثم أعد تقريراً حول موضوع الكتاب تذكر فيه إسم الكتاب ومؤلفه ودار نشره ثم تلخص موضوعه فيما لا يتجاوز صفحة واحدة من الحجم المتوسط مع ذكر الثمرة التي حصلت عليها واكتسبتها من الكتاب، وحاول أيضا أن تذكر رأيك في أسلوب الكاتب من جميع النواحي: من حيث السلاسة أو الصعوبة والتعقيد واستيفاء الشواهد المناسبة، والحيادية والموضوعية في الكتابة وغير ذلك من أمور، ولا بد أن تكون قراءتك قراءة ناقد خبير فتميز الصحيح من الفاسد من الكتب والأقوال الواردة وحبذا لو استطعت جمع ما كتب في الموضوع الواحد من مصادر متعددة.
7. حاول أن تتحدث مع الآخرين حول مضمون ما قرأت وعلمت فيستفيد الناس وتثبت أنت معلوماتك.
8. حاول حفظ بعض العبارات الجميلة ذات المعاني الرائعة ليقوى أسلوبك ويزداد ثراؤك اللغوي ويمكن أن يأتي ذلك اكتساباً عفوياً من مداومة القراءة