الاثنين، سبتمبر 21، 2009

نبذة عن سيرة مؤسس الجامعة العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي وحياته الدعوية

فان أرض الهند الثرية ولا سيما ولاية بيهار أنجبت رجالا ضحوا بأنفسهم وأموالهم لنشردين الله تعالى وإعلاء كلمته، وعلى رأس هولاء الرجال في العصر الحديث مؤسس ورئيس جامعة الإمام ابن تيمية العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي بن بارك الله بن المجاهد البطل محمد ياسين بن محمد سلامت بن عبد العليم الصديقي – متعنا الله بطول حياته
ان سعادة الدكتور نموذج من نماذج السلف الصالح، يتصف بالتقوى والخشية لله تعالى ويعرف بالصدق والأمانة والإخلاص في القول والعمل كيف لا؟ وقد تربى في ظل كبار العلماء والمشائخ أمثال سماحة الشيخ ابن باز والعلامة الألباني رحمهما الله ـ

أما مكانته العلمية فهو عالم جليل ومجاهد كبير ومفسر عظيم وأديب بارع وخطيب مصقع و تمتاز شخصيته من بين سائر الشخصيات أنه يجمع بين العلوم الدينية والعلوم العصرية حيث يتقن اللغة الإنجليزية و يعرف تطورات العصر الجديد والأزمات التي تلاحق الأمة المسلمة، ومن كان هذا شأنه كيف يعيش وحيدا في رحاب بيته ؟ فقد وجدته من خلال الحوار معه يتألم ويتأسف عما تمر به الأمة المسلمة من البؤس والإضمحلال في جميع نواحي الحياة الإنسانية وخير شاهد علي حرصه قيامه بتأسيس جامعة الإمام ابن تيمية حتى يقوم المتخرجون فيها من ايقاظ المسلمين من سباتهم العميق ، فقد رأيته - مع ما ببلغ من العمر- حريصا على السفر يحل و يرتحل لمصلحة الجامعة حتى يسافر إلى الهند مرتين في السنة- وإليكم ترجمة موجزة لهذا الرجل العبقري:

ولادته:
ولد الشيخ في عام 1943 م في بلدة آبائه ”جندنبارة ” بمديرية جمبارن الشرقية في ولاية بيهار بشمال شرقي الهند في أسرة دينية ، تحب العلم والعلماء كما كان جد الشيخ من فرسان الجهاد الإسلامي مكث في خراسان حوالى 14 عاما يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ، فقد تربي الشيخ في هذه الأسرة الدينية فكان عليه طابعا دينيا منذ نعومة أظفاره .

دراسته:
وقد درس الشيخ العادة دراسته الإبتدائية في قريته ثم رحل إلى دارالعلوم الأحمدية السلفية بدربنجه بولاية بيهار الهند , وكان متفوقا على زملاءه وأقرانه منذ بداية الدراسة، ومن هنا تم ترشيحه بعد التخرج فيها لمواصلة الدراسة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فسافر إلى السعودية وتلمذ في الجامعة على كبار العلماء والمشائخ آنذاك ، كـالشيخ الألباني والشيخ ابن باز رحمهما الله تعالى-

ملازمته للشيخ ابن باز رحمه الله:
فالدكتورلازم الشيخ ابن باز ملازمة شديدة حتي لم يتركه إلى حين وفاته، وذلك لما تخرج الدكتور من الجامعة الإسلامية عام 1964م وانتقل الشيخ ابن باز من الجامعة الإسلامية إلى رئاسة لهيئة كبار العلماء فالهيئة إختارته كـ مترجم للغة الأردية والأنجليزية على إيعاز من سماحة المفتي العام بالنظر إلى رصانتة العلمية وأخلاقه الحميدة، فانتقل الدكتور مع الشيخ ابن باز الى الرياض. وأصبح يعمل عنده كباحث ومترجم باللغة الإنجليزية ، يقول الدكتور في مقالته على حياة الشيخ ابن بازمبينا علاقته معه:

”ولا أرى بأساً أن أذكر –تحدثاً بنعمة الله- أني أحد أولئك الذين يعتزون بالإنتماء إليه، وقد بايعته –رحمه الله- فيما يراه النائم، وعرضت رؤياي على سماحته فبشرني بالخير، وقد عبرت تلك الرؤيا بنفسي بأني سأقوم بعمل دعوي امتداداً لدعوة شيخي. وقد ظهر تعبيرها في صورة جامعة ابن تيمية وجمعية شيخ الإسلام ابن تيمية التعليمية الخيرية ومركز العلامة عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية في الهند.وقد درست عليه العقيدة الطحاوية في الجامعة وحضرت دروسه ولم أزل استقي من منهله الصافي المستمد من الكتاب والسنة حتى لقي ربه.لم تنقطع صلتي به بعد تخرجي وسفري إلى مدينة الرياضسافرت إلى مدينة الرياض بعد تخرجي من كلية الشريعة بالجامعة للبحث عن عمل في مجال التدريس، ولكن الله أراد لي خيراً مما أردت، فحصلت على وظيفة المترجم الانجليزي في إدارة الدعوة بالخارج بدار الإفتاء”

ولكنه لم يترك مواصلة الدراسة بالإنشغال في الأمور الدعوية بل ظل يدرس ويواظب على الدراسة حتي حصل على الماجستيرمن المعهد العالى للقضاء عام 1970م والدكتوراة في الحديث النبوي من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

مع العلامة احسان الهي ظهير:
والدكتور من زملاء العلامة الشهيد إحسان الهي ظهير رحمه الله درس معه في الجامعه الإسلامية، يقول ثناء علي العلامة الشهيد
" لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب"

ومن المناصب التي تولاها:
مدير إدارة الترجمة بمكتب سماحة المفتي العام بالمملكة العربية السعودية كما تشرف بكونه كبير باحثين بمكتب سماحة المفتي العام و هو المؤسس لجامعة الإمام ابن تيمية، ومركز العلامة ابن باز و دارالداعي للنشر والتوزيع بالرياض. و جامعة الإمام ابن تيمية بمدينة السلام بولاية بيهار الهند من أشهر الجامعات الدينية والتربوية في شبه القارة الهندية وقد لعبت الجامعة دورا ملموسا في تربية الأجيال الناشئة ومحو الأمية حتى ذاع صيتها داخل الهند وخارجها وتوافد إليها الطلبة من شتى أنحاء الهند، وانتشروا في العالم دعاة إلى الله تعالى بعد أن نهلوا من منهلها الصافي، فزادها الله بركة ونشاطا
التأليف والترجمة:
من يتوجه الى الأعمال الخيرية قلما يفرغ نفسه للتأليف والتصنيف رغم رغبته الأكيدة لإنشغاله في الأعمال الخيرية و عدم توفر الفرصة ولكن من عجائب حياة الدكتور أنه توجه الى التصنيف و التأليف بالإضافة إلى الأعمال الخيرية وله آثاره العلمية تشهد على نبوغه في هذا المجال ومن هذه الآثار
1- كتاب "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" (رسالة الماجستير)
2- و كتاب " اهتمام المحدثين بنقد الحديث سندا ومتنا ودحض مزاعم المستشرقين وأتباعهم" (رسالة الدكتوراة ) ،
3- و كتاب "رحلة مريم جميلة الأمريكية من الكفر إلى الإسلام"،
4- كتاب " تحفة الكرام لشرح بلوغ المرام"،
5- كتاب "فيوض العلام تفسير آيات الأحكام"
6- كتاب "الرحمة المهداة في سيرة سيد المرسلين الهداة"
7- كتاب "الصادق الأمين"
8- كتاب "رش البرد شرح الأدب المفرد للإمام البخاري"
9- "تيسير الرحمن لبيان القرآن" باللغة الأردوية
10- كتاب " السعى الحثيث إلى فقه أهل الحديث" 3 مجلدات
11-  كتب "السلسلة الذهبية للقراءة العربية" (12 مجلدا) وغيرها من الكتب القيمة

هذا غيض من فيض من حياة العلامة - حفظه الله - تم تدوينه في هذه العجالة ولى مواقف كثيرة من شمائل الشيخ سأقوم بتدوينها بالتفصيل في وقت لاحق . أدعو من الله العلى القدير أن يحفظ الشيخ ويلبسه لباس الصحة والعافية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

هناك تعليق واحد:

ظل الرحمن التيمي يقول...

ماشاء الله ذكرت الخصائص والميزات لمؤسس ورئيس الجامعة حفظه الله بأسلوب رصين فبارك في قلمك.