محمد سليم اختر التيمي
جامعة اللغة الإنكليزية و اللغات الأجنبية
اليوم
التاسع من شهر فبراير 2013 م يوم حزين ويوم بؤس للمسلمين عامة وللمسلمين الهنود
خاصة ، فيه قد نفذ الحكم بإعدام أفضل غرو بتخطيط دقيق حيك في ظلمة الليل الهالكة ،
وأن هذا اليوم يوم أظهر فيه الرئيس الهندي و وزير الداخلة ، ليس في الهند التماس
الرأفة للمسلمين ، و أثبت السيد برنب مكرجي أن منصب الرئيس الهندي ليس بعيدا عن
السياسة ، بل إنما هو متصف بها و جزؤ منها ، و أن هذااليوم يوم قد أعلن فيه حكومة التحالف
التقدمي المتحد أن الهند ليست حكومة ديمقراطية – كما يزعم العالم - ، بل إنما هي
حكومة استبدادية ، و أما الدستور الهندي الذي وضع
تحت إشراف الدكتورأمبيدكر نظراً إلى مختلف الأجناس و الديانات و الطبقات ،
فهو في الكتب و المحاكم ، ليس في العمل . فيا دستور الهند ! و يا إعدام أفضل غرو !
.
وأن
الشهيد أفضل غرو الذي وجهت إليه عقارب الاتهام بالهجوم على البرلمان الهندي وقد
نفذ الحكم بالإعدام بحقه في هذه الجناية ، أنه لم يقبل جرمه إلى آخر حياته قط ،
ولم يُسمح له فرصة للدفاع عن نفسه بأي محامي ، و لم تخبر عائلته قبل الإعدام ، بل
إنما حكومة التحالف التقدمي المتحد عقدت مجلسا مشتملا على رئيس الوزراء و الرئيس
الهندي و وزير الداخلة في ظلمة الليل ، ورفضت عريضة الرأفة لأفضل غرو، و عينت
تاريخ إعدامه الساعة الثامنة صباحا من اليوم التاسع من فبراير 2013 م في اليوم
السادس من فبراير2013م، و أرسلت رسالة إلى عائلته للإخبار عن الإعدام في اليوم
السابع من فبراير 2013 م بعلم أن هذه الرسالة لن تصل إلى أهله قبل الإعدام .
فنظراً إلى هذا نسطيع أن نقول آنفا أن هذا الحكم حكم انتقامي و منتخب وسياسي نفذ
بتخطيط دقيق لإغلاق أفواه المنظمات الهندوسية المتعصبة ، و الحصول على أصوات
الهندوسيين في الانتخابات العامة القادمة ، و لإثبات أن حكومة كونغرس ليست حكومة
للأقليات ، بل إنما هي للهندوسيين . فيا منظمة كونغرس ! ويا أهدافها الشنيعة !
عقب يوم من إعدام أفضل غرو ودفنه في حرم سجن تيهار ، أعرب رئيس وزراء ولاية
جامو وكشمير عمر عبد الله ، عن عدم رضاه وسخطه من عدم إبلاغ الرسالة إلى أسرته قبل
الإعدام، وقال إن هذا الإعدام حكم سياسي و
انتقامي ، وعلى الحكومة أن تثبت هذا الإعدام ليس إعداما أخيراً . ورفض وزير
الداخلة تصريح رئيس وزراء كشمير عمر عبد الله أن هذا الإعدام لم يكن سياسيا
وانتقاميا ،بل إنما تم طبقا للقواعد ،
وقال أما قضايا قتلة رئيس الوزراء الهندي السابق رجيف غندي ورئيس وزراء البنجانب
بينت سينج ، فهي كانت مختلفة.
وأن إعدام أفضل غرو يُقدِّم أسئلة
أمام حكومة التحالف التقدمي المتحد ، هل أنها تنفذ الإعدام بحق الإرهابيين الذين
قاموا بالتفجيرات الإرهابية في مكة المسجد و ماليغاون وسمجهوته اكسبريس ، والاضطرابات
الطائفية في ولاية غجرات ، وسفكوا فيها دماء الآلاف بصورة وحشية لا توصف ، و جرح
فيها آلاف رجل جرحا شديدا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق