محمد سليم اختر التيمي
جامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية
إن الحوادث المتلاحقة
السافكة دماء الأبرياء بصورة عنيفة ،والاضطرابات الطائفية والمؤامرات الحثيثة لم
تزل تواجهها الهند منذ زمن قديم التي هي تعد أكبر دولة ديمقراطية في جميع العالم ،
بفضل الدستور العادل الذي لا يفرق بين طبقة وطبقة، و ديانة وديانة .
ولكن العجب كل العجب ! أن
بعض الطائفة الإرهابية قد شنوا الغارة في الثاني و العشرين من شهر فبراير 2013 م
على مدينة دلكهش نغر التي هي مدينة جميلة زهراء و قلب رئيسي لمدينة حيدرآباد
الواقعة جنوب الهند ، والتي فيها مدارس ومعاهد و كليات كثيرة وسكان كثيفة يبلغ
عددها أكثر من خمسمائة ألف ،وأن المصادر أفادت أن ثلاث قنابل انفجرت في وقت متزامن
تقريبا في مناطق مزدهمة بحيدرآباد ، وأن إحداها انفجرت داخل مطعم صغير وأن عبوتين
ناسفتين وضعتا على دراجتين ناريتين انفجرتا في السوق المزدحمة. وأن هذه الغارة
الإرهابية لقد سفكت دماء أكثر من العشرين
رجلا بصورة وحشية لا توصف ، وجرح فيها أكثر من المائة رجل جرحا شديدا ،و شتت شمل
الهنود و هددت وحدة البلاد كل تهديد . كلما نتذكرها ترتعد من ذكرها الجلود وتقشعر
منها الجلود وتبكي السماء بكاء وتدمع الأرض دموعا وتقف الطيور من طيرانها وقفا . فيا
هول ما رأيناه ! ويا عظم ما سمعناه!
بعد هذه التفجيرات
الإرهابية جاءت الردود من الأجانب المختلفة ، فقال رئيس الوزراء الهندي الدكتور
منمون سنغ إن هذه التفجيرات الإرهابية "عمل جبان" ودعا إلى معاقبة
منفذيها ، وقال وزير الداخلة الهندي سشيل كمار شندي للصحفيين في كولكاتا عاصمة
بنغال الغربية إنها حملة دفاعية عن أجمل قصاب و أفضل غرو الذين نفذ الحكم
بإعدامهما خلال ثلاثة أشهرماضية ، وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الهجمات
الإرهابية التي تعرضت لها مدينة حيدرآباد الواقعة جنوب الهند وأعرب عن تعازيه لأسر
الضحايا وتضامنه مع الشعب و الحكومة الهندية في مكافحة الإرهاب ، وقال المسؤل في
شرطة حيدرآباد شيف كمار لوكالة فرانس برس "لا شك في أنه هجوم إرهابي " .
وأن هذه التفجيرات
الإرهابية تقدم أمامنا أسئلة ، من هم الذين قاموا بها في تخطيط عميق ؟ وما هي
الأهداف والغايات المشؤمة وراءها؟ وهل يمكن الوصول للحكومة الهندية إلى منفذيها ؟
ولكن إذا ألقينا نظرة عابرة على الهجمات الإرهابية الماضية الواقعة في أنحاء الهند
يتجلى جلاء الشمس لدى العالم إذا لم يتعمد إغماض عينيه أن المنظمات الهندوسية
المتعصبة لم تزل تقوم بها بتخطيط عميق في ظلمات الليل الهالكة كما أشار إليه السيد
سشيل كمار شندي قبل أيام ، ولكن التعصب قد بلغ إلى حد أن تنظر إلى كل مسلم ينتمي
إلى الإسلام بنظرة الشك والريبة ،وتوجه عقارب الاتهام إلى المسلمين لدى كل حادث
عنف وإرهاب بدون تحقيق ودليل ،وتنكل في هذه الجناية بكثير من المسلمين الأبرياء
بصورة وحشية ليست بالمستطاع أن توصف. فبعد لحظة لهذه الهجمات الإرهابية- بسوء الحظ
- وجه سهام الاتهام إلى الشباب المسلمين بأنهم قاموا بشن هذه الغارة الإرهابية
بالأسلحة التدميرية التي قد كانت استعملت في الانفجارات الإرهابية الماضية .فهذه تحديات
كبرى لنا المسلمين للعيش في الهند . فعلينا أن نعمل على الكتاب و السنة ،ونعتصم
بحبل الله ، ونختار للدفاع عن هذه التحديات الكبرى من الأعداء بالطريقة التي
اختارها السلف الصالحون لدحض مزاعهم الشنيعة . والله المستعان و عليه التكلان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق