حسن الخاتمة هو أن يوفق الله العبد قبل موته للعمل الصالح، والابتعاد عما يغضبه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير،ثم يكون موته على هذه الحال الحسنة كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أراد الله بعبدٍ خيراً،استعمله"قالوا:وكيف يستعمله؟قال:"يوفقه لعمل صالح قبل موته"رواه الإمام أحمد برقم(12036)وإسناده على شرط الشيخين كما قال المحققون.
وفي رواية عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" لا عليكم أن لا تُعجَبوا بأحد حتى تنظروا بم يُختم له،فإن العامل يعمل زماناً من عمره ،أو برهة من دهره بعمل صالح،لو مات عليه دخل الجنة،ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً،وإن العبد ليعمل البرهة من دهرٍ بعمل سيءٍ،لو مات عليه دخل النار،ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً،و إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته،قالوا:يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال:"يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه"رواه الإمام أحمد برقم(11214)وإسناده على شرط الشيخين كما قال المحققون.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أراد الله بعبد خيراً عسله،قيل وما عسْله؟قال"يفتح الله عز وجل له عملاً صالحاً قبل موته ثم يقبضه" رواه الإمام أحمد برقم(17784) وإسناده صحيح لغيره كما قال المحققون.
وفيما يلي قصص واقعية تدل على حسن الخاتمة سائلين الله تعالى أن يحسن خواتمنا:
القصة الأولى
لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته فقال يا بنيتي لا تبكي، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .. كلها لأجل هذا المصرع ..
القصة الثانية
أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يَعُدُ أنفاسَ الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسُهُ تُحشْرجُ في حلقه وقد أشتدّ نزعُه وعظـُم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله :خذوا بيدي...!! قالوا : إلى أين ؟ .. قال : إلى المسجد ..قالوا : وأنت على هذه الحال !! قال : سبحان الله .. !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي ،فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده.
القصة الثالثة
واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له: ما يبكيك!! وأنت أنت.. "يعني في العبادة والخشوع" ... والزهد والخضوع …قال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم.. ثمّ لم يزل يتلو(القرآن) حتى مات.
القصة الرابعة
أما يزيد الرقاشي، فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول: من يصلي لك يا يزيد إذا متّ ؟ ومن يصوم لك ؟ومن يستغفر لك من الذنوب.. ثم تشهد ومات.
القصة الخامسة
وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه: اجمعوا جيوشي فجاءوا بهم بسيوفهم
ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمْره فلما رآهم .. بكى ثم قال:يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه ..ثم لم يزل يبكي حتى مات.
القصة السادسة
أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه .. فبكى عبد الملك ثم قال: يا ليتني كنت غسالاً ..يا ليتني كنت نجاراً ..يا ليتني كنت حمالاً.. يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً .. ثم مات.
ومن القصص المعاصرة:
شاب أمريكى من أصل أسبانى ، دخل على إخواننا المسلمين فى إحدى مساجد نيويورك في مدينة 'بروكلين'بعد صلاة الفجر وقال لهم أريد أن أدخل فى الإسلام
قالوا:من أنت ؟ قال دلوني ولا تسألوني ، فاغتسل ونطق بالشهادة ، وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجب منه رواد المسجد جميعاً
وفى اليوم الثالث اختلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام، وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟...قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح عليه السلام ولكنني نظرت في أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً فبحثت عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدري للإسلام ، وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق فجاءني المسيح عليه السلام فى الرؤيا وأنا نائم وأشار لي بسبابته هكذا كأنه يوجهني، وقال لي: كن محمدياً.
يقول : فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدني الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.
بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب الصلاة مع المصلين ، وسجد فى الركعة الأولى ،وقام الإمام بعدها، ولم يقم أخونا المبارك بل ظل ساجداً لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جل وعلا.
قصة المؤذن للصلاة
وهذا رجل قد عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغى إلا ّوجه الله ، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده فى الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد ، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق، وكأنه يخاطب نفسه قائلاً يا رب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الأذان فى آخر لحظات حياتي. ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة، ورفع الأذان فى غرفته وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله، حتى خر ساقطاً على الفراش فأسرع إليه بنوه، فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله، مولاها .
وفاة الشيخ عبد الحميد كشك
رواية ً عن أهله.
وهذا شيخنا المبارك "عبد الحميد كشك" رحمه الله يُقبَضُ في يوم ٍأحبه من كل قلبه "يوم الجمعة" فيغتسل الشيخُ يوم الجُمُعـَة ، ويلبس ثوبه الأبيض ، ويضع الطيب على بدنه وثوبه، ويصلى ركعتي "سنة الوضوء" ، وفى الركعة الثانية..وهو راكعٌ يَخِرّ ساقطاً.. فيسرع إليه أهله وأولاده ، فيجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله .
أخي الكريم أختي الكريمة :
لقد أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على شىء بـُعِثَ عليه.
معراج عالم التيمي
هناك تعليقان (2):
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" لا عليكم أن لا تُعجَبوا بأحد حتى تنظروا بم يُختم له،فإن العامل يعمل زماناً من عمره ،أو برهة من دهره بعمل صالح،لو مات عليه دخل الجنة،ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً،وإن العبد ليعمل البرهة من دهرٍ بعمل سيءٍ،لو مات عليه دخل النار،ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً،و إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته،قالوا:يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال:"يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه"رواه الإمام أحمد برقم(11214)وإسناده على شرط الشيخين كما قال المحققون
قصص مؤثرة ومبكية جزاكم الله خيرا على هذه الكلمة ، اللهم أحسن خاتمتنا... اللهم أحسن خاتمتنا...اللهم أحسن خاتمتنا...يارب العالمين
إرسال تعليق