الأربعاء، نوفمبر 02، 2011

هيئة البيعة: وحدة وأخوة ومشورة!!!!!

عندما وحَّد الملك عبد العزيز - رحمه الله - هذه البلاد تحت راية واحدة، وتحت اسم واحد، كان يدرك أن توحيد القلوب ولَمَّ شتاتها أهمّ من توحيد البلاد؛ فسعى في تأليف القلوب وإزالة العصبيات والنّعرات القبلية التي كانت تسود معظم سكان الجزيرة العربية آنذاك، حتى أصبحنا اليوم -ولله الحمد- نعيش وكأننا أبناء أسرة واحدة، لا فرق بين قبيلة وأخرى، ولا ميزة لمنطقة على أخرى.
هكذا علمنا عبدالعزيز بأنه لا سبيل إلى القوة والعزة والانتصار إلا بالوحدة والتكاتف والائتلاف، وها هو اليوم أبو البيت السعودي الكبير وإخوانه يوجهون لنا الرسالة ذاتها، التي وجهها إلينا والدهم، من خلال تلك الصورة البهية لأعضاء هيئة البيعة وهم ملتفون حول أخيهم الأكبر ومليكهم لاختيار ولي العهد الجديد خلفاً لولي العهد الراحل رحمه الله، التي تعكس أبهى صور التلاحم، وتتجلى فيها بوضوح وشفافية كل معاني الوحدة والأخوَّة الصادقة بين أبناء وأحفاد يترسمون خطى والدهم وجدهم المؤسس الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة، وارتبط اسمه وذريته من بعده بحضارة بلد لم يكن يعرف سوى الفقر والخوف، والتاريخ خير شاهد.
إنّ مما زاد من طمأنينة المواطن على مستقبل هذه البلاد ما رآه من اجتماع للأمراء الكرام أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز، الذين اجتمعوا تحت مظلة واحدة، هي كتاب الله وسُنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفي جلسة استُهِلَّت بآيات من كتاب الله الكريم، في صورة أخوية تفيض بالمحبة والاحترام، ويسودُها الوئام، قَلَّ أن نجد لها مثيلاً في عصرنا الحاضر الذي أصبحت فيه بعض الحكومات والدول تأخذ الرئاسة والملك والسلطان بقوة السلاح واضطهاد الشعوب دون تطبيق أية أنظمة بهذا الخصوص، أو تطبيق بعض الأنظمة المستوردة من دول أخرى، دون النظر في مصلحة الشعب الذي يتلازم تطوره ورفاهيته مع النظام السياسي للبلد.
ولأننا في بلد لا يقبل خيار الافتراضات والتكهنات التي تُشاع وتُذاع في مثل حالات وفاة القادة والزعماء، وما يصاحب ذلك من لغو ولغط من بعض ضعفاء النفوس حول مصير الدولة السياسي، أعلن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء خلفاً للراحل الكبير الأمير سلطان، إضافة إلى بقائه في منصبه وزيراً للداخلية، في إجماع ومبايعة ومباركة من رئيس وأعضاء هيئة البيعة على هذا التعيين؛ ليكون هذا التعيين صفعة مؤلمة على وجه كل مغرض، وعزاءً لكل مواطن فُجع بفَقْد ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -.
إن هذا الاختيار من خادم الحرمين الشريفين لولي العهد الجديد وهذا الإجماع من أصحاب السمو الملكي الأمراء أعضاء هيئة البيعة، ليسا بمستغربَيْن، ولم يأتيا من فراغ؛ فالأمير نايف بن عبد العزيز له من التاريخ الإداري والسياسي والأمني ما يجعله خير من يتبوأ هذا المنصب؛ فالأمير نايف بن عبد العزيز له صولات وجولات في ميادين الحفاظ على أهم متطلبات الإنسان، وهو الأمن. نايف بن عبد العزيز اسم اقترن بالنجاح؛ فلم يوكل إليه عمل إلا كان النجاح حليفه.
ولو لم يكن للأمير نايف بن عبد العزيز من أعماله إلا التعامل مع ملف الإرهاب بكل احترافية، والذود عن أمن الحرمين الشريفين طيلة سبع وثلاثين سنة، ومساندة أهل الحسبة، ودعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصرة السُّنة النبوية التي كثر أعداؤها في هذا العصر، لكفاه عزاً في الدنيا ومثوبة في الآخرة.
سِرْ يا أبا سعود ساعداً أيمن وعضداً قوياً لأخيك عبدالله بن عبدالعزيز. سِرْ بعون الله حامياً لأمننا وأمن وطننا ومقدساتنا بعد الله. سِرْ ونحن معك سهاماً في وجوه أعدائك وأعداء الدين والوطن. ورحمك الله يا عبد العزيز؛ أنجبت لنا رجالاً هم خيارنا الوحيد ما دامت الحياة خيارنا.
(مقال الكاتب: علي بن محمد الثوابي المنشور في صحيفة سبق الإلكترونية)

ليست هناك تعليقات: