الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

نماذج لهمم كالجبال في طلب العلم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه

اما بعد :

فنظروا يرحمكم الله الى ههم هؤلاء الرجال في طلب العلم فهي والله كقمم الجبال الرواسي او قل كهجر رغم امواج البحر راسي وكيف اصبح حال بعض طلابنا اليوم الذين توفرت لهم اسباب الدراسة وطلب العلم وهم رغم ذالك متكاسلون وفي طرق الغش يبدعون تعالوا معي اخوتي وسمعوا الى هؤلاء الرجال :



رأى الإمام أحمد بعض عارفيه في إحدى رحلاته في طلب الحديث ، فقال له معترضاً مستكثراً ما حفظ وما كتب وما روى : مرة إلى الكوفة ، ومرة إلى البصرة !!! إلى متى ؟!! فقال الإمام أحمد : مع المحبرة إلى المقبرة .

ـ قال الخطيب البغدادي : ( سمعت علي بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي ، يحكي : أن محمد بن جرير الطبري ـ المتوفي سنة 310 هـ ـ مكث أربعين سنة ، يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة ) .ف

أي : أنه ـ رحمه الله ـ كتب ما يقارب ( 584000 ) ورقة خلال هذه السنين !! فأي همة هذه التي وصلت بهذا العالم الجليل إلى هذه المنزلة العالية !!!!



ـ الإمام أبو الفرج ابن الجوزي يقول عن نفسه : ( كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يديَّ مائة ألف ، وأسلم على يديَّ عشرون ألف يهودي ونصراني ) .

ويقول : ( ولو قلت إني قد طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب ) .

فإذا كان قدر ما قرأ وهو في الطلب ( عشرين ألف ) مجلدة ، واحتسبنا أن صفحات المجلد الواحد في المتوسط ( 300 ) صفحة ، كان مقدار ما قرأ ( 6000000 ) ستة ملايين صفحة !!

وإذا كان ما كتب بأصبعيه ( ألفي ) مجلدة ، كان مقدار ما كتب ( 600000 ) ستمائة ألف صفحة !!

هذا ما قرأ ونسخ ، فما هو مقدار ما كتب وصنف ؟!!



ـ ويحدث الإمام ابن عقيل عن همته وهو في عشر الثمانين من عمره ، فيقول : ( إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشدَّ مما كنت أجده وأنا ابن عشرين .



ـ وقال عُبيد بن يعيش : ( أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تُلقِّمُني وأنا أكتب الحديث .



ـ قال أبو زرعة : ( كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألفِ حديث ( أي : مليونا ) ، فقيل له : ما يدريك ؟ قال : ذاكَرتُه وأخذت عليه الأبواب .



ـ قال أبو زرعة الرازي : ( أحفظ مائتي ألف حديث ، كما يحفظ الإنسان : ( قل هو الله أحد ) وفي المذاكرة ثلاثمائة حديث ) .



ـ قال المبرد : ( ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة : الجاحظ ، والفتح بن خاقان ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي :

أما الجاحظ : فإنه كان إذا وقع في يده كتاب ، قرأه من أوله إلى أخره ، أي كتاب كان ..

وأما الفتح : فكان يحمل الكتاب في خفه ، فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو ليصلي ، أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي ، حتى يبلغ الموضع الذي يريد ، ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه ..

وأما إسماعيل بن إسحاق : فإني ما دخلت عليه قط إلا وفي يده كتاب ينظر فيه ، أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه ، أو ينفض الكتب .



ـ ومن المعاصرين قال الشيخ راغب الطباخ رحمه الله : ( كان علامة حلب الشيخ أحمد الحجار رحمه الله يحب اقتناء الكتب ، حتى سمعنا أنه راى كتاباً يباع ، ولم يكن معه دراهم ، وكان عليه ثياب ، فنزع بعضها وباعه ، واشترى الكتاب في الحال) ..



ـ قال رُفيع بن مهران البصري : ( كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالبصرة ، فما نرضى حتى نركب إلى المدينة فنسمعها من أفواههم ) .



ـ وهذا يحيى بن معين رحمه الله خلَّف له أبوه ألف ألف درهم ، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه .



ـ وقد قال ابن القاسم : ( أفضى بمالك ـ أي الإمام مالك ـ طلب الحديث إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه ) .



ـ عن فرقد أنهم دخلوا على سفيان في مرض موته ، فحدثه رجل بحديث فأعجبه ، وضرب سفيان يده إلى تحت فراشه فأخرج ألواحاً فكتبه ، فقالوا له : على هذه الحال منك ؟!!! فقال : إنه حسن ، إن بقيت فقد سمعت حسنا ، وإن مت فقد كتبت حسنا .



ـ قال القاضي إبراهيم الجراح تلميذ الإمام أبو يوسف الذي كان يقال له قاضي قضاة الدنيا : مرض أبو يوسف ـ أي مرض الموت ـ فأتيته أعوده ، فوجدته مغمىً عليه ، فلما أفاق قال لي : يا إبراهيم ، ما تقول في مسألة ؟ قلت : في مثل هذه الحالة ؟!! قال : ولا بأس بذلك ، ندرس لعله ينجو به ناج ،

ثم قال : يا إبراهيم ، أيما أفضل في رمي الجمار ـ أي في مناسك الحج ـ أن يرميها ماشياً أو راكباً ؟ قلت : راكباً ، قال : أخطأت ، قلت : ماشياً ، قال : أخطأت ، قلت : قل فيها يرضى الله عنك ، قال : أما ما كان يوقف عنده للدعاء فالأفضل أن يرميه ماشياً ، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكباً .

ثم قمت من عنده ، فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه ، وإذا هو قد مات رحمه الله .



ـ وعن عبد الرحمن ابن تيمية قال عن أبيه : كان ( الجدُّ ) إذا دخل الخلاء يقول لي : اقرأ في هذا الكتاب ، وارفع صوتك حتى أسمع ..

أي لا يريد ان يضيع وقته حتى وهو في الخلاء رحمه الله .



ـ قيل للشافعي : كيف شهوتك للعلم ؟ قال : أسمع بالحرف ـ أي بالكلمة ـ مما لم أسمعه ، فتودُّ أعضائي أن لها أسماعاً تتنعم به ما تنعمت به الأذنان .



ـ قال ابن عباس رضي الله عنه : لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار : هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير ، فقال : واعجباً لك يابن عباس ، أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم ؟!! قال : فتركت ذاك ، وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه ، يسفي الريح عليَّ من التراب ، فيخرج فيراني فيقول : يابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك ؟ هلاَّ أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث ، فعاش الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألونني ، فيقول : هذا الفتى كان أعقل مني .



ـ قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : كنت يتيماً في حجر أمي ، فدفعتني إلى الكُتَّاب ، ولم يكن عندها ما تعطي المعلم ، وكان المعل قد رضي مني أن أَخلُفه إذا قام ، فما جمعت القرآن دخلت المسجد ، فكنت أجالس العلماء ، وكنت أسمع الحديث فأحفظها ، فلم يكن عند أمي ما تعطيني أشتري به القراطيس ، فكنت أنظر إلى العظم فآخذه فأكتب فيه ، فإذا امتلأ طرحته في جرة ، فاجتمع عندي حُبَّان .





ـ وكان الإمام البخاري ذكياً جداً فقد حفظ سبعين ألف حديثاً وهو صغير ، يقول محمد بن حاتم : كنت أختلف أنا والبخاري ـ وهو غلام ـ إلى الكُتَّاب ، فيسمع ولا يكتب ، حتى أتى على ذلك أيام ، فكنا نقول له يكتب مثلنا ، فما بلغ ما كتبناه خمسة عشر ألف حديث طلب منا أن نسمعها منه ، وقرأها عن ظهر قلب ، حتى جعلنا نحمك كتبنا على حفظه .

ـ قيل للإمام الشعبي : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال : بنفي الإعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الحمار ، وبكور كبكور الغراب .



ـ وحكي عن الإمام ثعلب أنه كان لا يفارقه كتاب يدرسه ، فإذا دعاه رجل إلى دعوة شرط عليه أن يوسع له مقدار مِسورة ـ وهي المتكأ من الجلد ـ يضع فيه كتاباً ويقرأ .

وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر وكان قد لحقه صمم ، لا يسمع إلا بعد تعب ، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق ، فصدمته فرس فألقته في هُوَّة ، فأُخرج منها وهو كالمختلط ، فحُمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه من رأسه فمات ثاني يوم رحمه الله تعالى .

قال عيسى بن موسى: "مكثت ثلاثين سنة أشتهي أن أشارك العامة في أكل هريسة السوق" والهريسة كانت تخرج من المخبز مبكراً؛ "فلا أقدر على ذلك لأجل البكور إلى سماع الحديث"!


http://forums.lovemersal.com/41318.html#ixzz1h6roJSmR

ليست هناك تعليقات: