الأحد، أغسطس 29، 2010

فضائل العشر الأخير من شهر رمضان المبارك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الحمد لله العالمين وصلى الله على النبي الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ، ما لا يجتهد في غيرها مسلم(1175) عن عائشة ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها البخاري (1913) ومسلم(1169) وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره .
وقولها " وشد مئزره " كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات .
وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع .
وقولهم " أحيا الليل " أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها . وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها : " لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان" سنن النسائي (1641) فيحمل قولها " أحيا الليل " على أنه يقوم أغلب الليل . أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل .
وقولها : " وأيقظ أهله " أي : أيقظ أزواجه للقيام ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في سائر السنة ، ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل ، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال : " سبحان الله ماذا أُنزل الليلة من الفتن ! ماذا أُنزل من الخزائن ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " البخاري (1074) وفيه كذلك أنه كان عليه السلام يوقظ عائشة رضي الله عنها إذا أراد أن يوتر البخاري (952) . لكن إيقاظه صلى الله عليه وسلم لأهله في العشر الأواخر من رمضان كان أبرز منه في سائر السنة .
وفعله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه ، ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة .
فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة ، والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله ، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي ، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ، فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم
ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر ، قال الله تعالى : ( حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ) سورة الدخان الآيات 1-6
أنزل الله القران الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر.
وقوله " فيها يفرق كل أمر حكيم " أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة .
والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر -والله أعلم - أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ ، قال ابن عباس " أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات " أي انه كتب في ليلة القدر انه من الأموات . وقيل أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة .
ومعنى ( القدر ) التعظيم ، أي أنها ليلة ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل : القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها : إخفاؤها عن العلم بتعيينها ، وقال الخليل بن أحمد : إنما سميت ليلة القدر ، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة ، من ( القدر ) وهو التضييق ، قال تعالى : ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) سورة الفجر /16 ، أي ضيق عليه رزقه .
وقيل : القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) . ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها .
فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري ( 1910 ) ، ومسلم ( 760 ) .
وقد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص :
1- منها أنه نزل فيها القرآن ، كما تقدّم ، قال ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . تفسير ابن كثير 4/529 .
2- وصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر الآية/3
3- ووصفها بأنها مباركة في قوله : ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة ) سورة الدخان الآية 3 .
4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ، " أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له " أنظر تفسير ابن كثير 4/531 والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه .
5- ووصفها بأنها سلام ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد أنظر تفسير ابن كثير 4/531 ، وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل .
6- ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) الدخان /4 ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها ، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير انظر تفسير ابن كثير 4/137،138 وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم " شرح صحيح مسلم للنووي 8/57 .
7- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . وقوله : ( إيماناً واحتساباً ) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه . فتح الباري 4/251 .
وقد أنزل الله تعالى في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة ، وذكر فيها شرف هذه الليلة وعظَّم قدرها ، وهي قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر ) سورة القدر .
فقوله تعالى : ( وما أدراك ما ليلة القدر ) تنويهاً بشأنها ، وإظهاراً لعظمتها . ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) أي : أي إحْياؤها بالعبادة فيها خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة ، وهذا فضل عظيم لا يقدره قدره إلا رب العالمين تبارك وتعالى ، وفي هذا ترغيب للمسلم وحث له على قيامها وابتغاء وجه الله بذلك ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير ، وهو القدوة للأمة ، فقد تحرّى ليلة القدر .
ويستحب تحريها في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه خاصة جاء في صحيح مسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ ( والقبة : الخيمة وكلّ بنيان مدوّر ) عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ . صحيح مسلم 1167
وفي رواية قال أبو سعيد : ( مطرنا ليلة إحدى وعشرين ، فوكف المسجد في مُصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظرت إليه ، وقد انصرف من صلاة الصبح ، ووجهه مُبتل طيناً وماء ) متفق عليه ، وروى مسلم من حديث عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه نحو حديث أبي سعيد لكنه قال : ( فمطرنا ليلة ثلاثة وعشرين ) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألتمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري 4/260
وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أبي سعيد السابق وكما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) حديث عائشة عند البخاري 4/259 ، وحديث ابن عمر عند مسلم 2/823 ، وهذا لفظ حديث عائشة .
وفي أوتار العشر آكد ، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ) رواه البخاري 4/259 .
وفي الأوتار منها بالذات ، أي ليالي : إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين . فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر ، في الوتر ) رواه البخاري ( 1912 ) وانظر ( 1913 ) ورواه مسلم ( 1167 ) وانظر ( 1165 )
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري ( 1917 - 1918 ) . فهي في الأوتار أحرى وأرجى إذن .
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى ( أي تخاصم وتنازع ) رجلان من المسلمين ، فقال : ( خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت ، وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ) البخاري ( 1919 ) . أي في الأوتار .
وفي هذا الحديث دليل على شؤم الخصام والتنازع ، وبخاصة في الدِّين وأنه سبب في رفع الخير وخفائه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين ، وليلة سبع وعشرين ، وليلة تسع وعشرين ، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لتاسعة تبقى ، لسابعة تبقى ، لخامسة تبقى ، لثالثة تبقى ) فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع وتكون الاثنان والعشرون تاسعة تبقى ، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى ، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح ، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر ، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه ) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله الفتاوى 25/284،285 .)
وليلة القدر في السبع الأواخر أرجى ، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام ، في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) رواه البخاري ( 1911 ) ومسلم ( 1165 ) . ولمسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر ، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغلبن على السبع البواقي .
وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ) مسند أحمد وسنن أبي داود ( 1386 ) . وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء ، حتى أبيّ بن كعب رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، قال زر ابن حبيش : فقلت : بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالعلامة ، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها . رواه مسلم 2/268
وروي في تعيينها بهذه الليلة أحاديث مرفوعة كثيرة .
وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه : ( أنها ليلة سبع وعشرين ) واستنبط ذلك استنباطاً عجيباً من عدة أمور ، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيراً فقالوا : إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا ؟ فقال عمر : إنه فتى له قلب عقول ، ولسان سؤول ، ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان ، فسأل ابن عباس عنها ، فقال : إني لأظن أين هي ، إنها ليلة سبع وعشرين ، فقال عمر : وما أدراك ؟ فقال : إن الله تعالى خلق السموات سبعاً ، وخلق الأرضين سبعاً ، وجعل الأيام سبعاً ، وخلق الإنسان من سبع ، وجعل الطواف سبعاً ، والسعي سبعاً ، ورمي الجمار سبعاً . فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات ، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس .
ومن الأمور التي استنبط منها أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين : أن كلمة فيها من قوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها ) هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر .
وهذا ليس عليه دليل شرعي ، فلا حاجة لمثل هذه الحسابات ، فبين أيدينا من الأدلة الشرعية ما يغنينا .
لكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائماً ، فقد تكون أحياناً ليلة إحدى وعشرين ، كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدّم ، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء في رواية عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه كما تقدّم ، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري 4/260) .
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام ، قال النووي رحمه الله : ( وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها ) المجموع 6/450 .
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدّوا في العبادة ، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها .
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) رواه الإمام أحمد ، والترمذي (3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح .
ثالثاً : اختصاص الاعتكاف فيها بزيادة الفضل على غيرها من أيام السنة ، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبى سعيد السابق أنه اعتكف العشر الأول ثم الوسط ، ثم أخبرهم انه كان يلتمس ليلة القدر ، وانه أريها في العشر الأواخر ، وقال : ( من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر ) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعده متفق عليه ولهما مثله عن ابن عمر .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة .
وقال الأئمة الأربعة وغيرهم رحمهم الله يدخل قبل غروب الشمس ، وأولوا الحديث على أن المراد أنه دخل المعتكف وانقطع وخلى بنفسه بعد صلاة الصبح ، لا أن ذلك وقت ابتداء الاعتكاف ، انظر شرح مسلم للنووي 8/68،69 ، وفتح الباري 4/277 . ويسن للمعتكف الاشتغال بالطاعات ، ويحرم عليه الجماع ومقدماته لقوله تعالى : ( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) سورة البقرة /177 .
ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة لا بد منها .
العلامات التي تعرف بها ليلة القدر :
العلامة الأولى : ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها . مسلم ( 762 )
العلامة الثانية : ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة ، ورواه الطيالسي في مسنده ، وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ) صحيح ابن خزيمة ( 2912 ) ومسند الطيالسي .
العلامة الثالثة : روى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة بلجة " أي مضيئة " ، لا حارة ولا باردة ، لا يرمى فيها بنجم " أي لا ترسل فيها الشهب " ) رواه الطبراني في الكبير انظر مجمع الزوائد 3/179 ، مسند أحمد .
فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر .
ولا يلزم أن يعلم من أدرك وقامها ليلة القدر أنه أصابها ، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم ، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم . نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن
يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته . وصلى الله على نبينا محمد
(منقول)

أشهى لحوم العصر== لحوم البشر!!!!!!!!!!!!!!!!

لا تطيب مجالس الناس اليومَ إلا بتناول وجبةٍ دسمة من لحم أحد المسلمين، ينهش الجالسون في لحم هذا الشخص،كلٌّ منهم يتناول قطعةً منه، فلا يشبعون ولا يملُّون من تَكرار تناولها كُلَّما اجتمعوا، حتَّى أصبحت رائحة الغِيبة المنتنة تفوح من المجالس.
فإلى مَن أدمنواأكل لحوم البشر أقول:إنَّ الغيبة مرض خطير،وداء فتاك،وسلوك يُفرق بين الأحباب، وقد نهانا الله - تعالى - عن الغيبة؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
والغيبة كما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -:((ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه)،قيل:يا رسول الله، إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه)،وما يكرهه الإنسان يتناول خَلْقَه وخُلُقه ونسبه، وكل ما يخصه.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: حسبك من صفية كذا وكذا – تعني: أنَّها قصيرة - فقال النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماءِ البحر لمزجته))؛ أي: خالطته مُخالطة يتغيَّر بها طعمه أو ريحه؛ لشدَّة قبحها.
والغيبة من كبائرِ الذُّنوب، وهي مُحرمة بإجماع المسلمين؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كل المسلم على المسلم حرام: ماله وعرضه ودمه))
وعن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ مِن أرْبَى الرِّبا الاسْتِطالَةَ في عِرْضِ المُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقّ)).
والقائل والمستمع للغيبة سواء؛ قال عتبة بن أبي سفيان لابنه عمرو: "يا بني، نزِّه نفسك عن الخنا، كما تُنَزِّه لسانك عن البذا؛ فإنَّ المستمع شريك القائل".
لذلك لا تعجب حين تَجد القرآن الكريم يصوِّر الغيبة في صورة مُنفرة،تتقزز منهاالنفوس،وتنبو عنها الأذواق؛ قال تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12]، فشبَّه أكل لحمه ميتًا المكروه للنُّفُوس غاية الكراهة باغتيابه، فكماأنَّ الناس يكرهون أكلَ لحمه،وخصوصًاإذا كان ميتًا، فكذلك فليكرهواغيبته،وأكل لحمه حيًّا؛ قال السعدي - رحمه الله -: "وفي هذه الآية دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأنَّ الغيبة من الكبائر؛ لأنَّ الله شبههابأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر". اهـ.
فمثل المغتاب كمثل الكلب، فالكلبُ هو الحيوان الوحيد الذي يأكلُ لحمَ أخيه بعد موته.
والمغتاب يُعذب في قبره بأن يخمش وجهه بأظفاره،حتَّى يسيل منه الدَّم، ففي ليلة المعراج مرَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال: ((من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)).
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-:"عليكم بذكر الله؛ فإنَّه شفاء،وإيَّاكم وذكرَ الناس فإنه داء".
وقال الحسن البصري - رحمه اللَّه -: "والله، للغيبة أسرع في دين الرَّجل من الأكِلَةِ في الجسد".
وعن الحسن البصري - رحمه اللَّه - أنَّ رجلاً قال له: إنَّك تغتابني فقال: ما بلغَ قدرُك عندي أنْ أحكِّمَكَ في حسناتي.
وقال ابن المبارك - رحمه اللَّه -: "لو كنتُ مُغتابًا أحدًا، لاغتبتُ والديَّ؛ لأنَّهما أحقُّ بحسناتي".
حصائد اللسان هلاك الإنسان
مما لا شكَّ فيه أن اللسان هو الذي يقود إلى هذه العظائم من الآثام والذُّنوب؛ فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ، وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ، قَالَ: ((لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ - ثُمَّ قَالَ -: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ))، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ - تَعَالَى -: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]، حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ}، ثُمَّ قَالَ: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟))، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((رَأْسُ الأَمْرِ وَعَمُودُهُ: الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ: الْجِهَادُ))، ثُمَّ قَالَ: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟))، فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: ((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ، فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)).
وحصائدُ اللسان: أقواله المحرمة،وهي أنواع كثيرة، فمنها ما يُوصل إلى الكفر، ومنها دون ذلك، فالاستهزاء بالله ودينه، وكتابه ورسله وآياته، وعباده الصالحين فيما فعلوا من عبادة ربِّهم، كلُّ هذا كُفر بالله، ومخرج عن الإيمان، وهو من حصائد اللِّسان، والكذب والغيبة والنميمة، والفحش والسب واللعن، كُلُّ هذا من حصائد اللسان؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله ليبغض الفاحش البذيء)).
قال الحافظ ابن رجب: "والمرادُ بحصائد الألسنة: جزاءُ الكلام المحرَّم وعقوباته، فإنَّ الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات، ثُمَّ يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيرًا من قولٍ أو عملٍ، حَصَد الكرامة، ومن زرع شرًّا من قولٍ أو فعل، حَصَد النَّدامة، وهذا يدلُّ على أنَّ كف اللسان وضبطه وحبسَه هو أصل الخير كلِّه، وأنَّ من ملك لسانه، قد ملك أمره وأحكمه وضبطه". اهـ.
وجاء عند الطبراني وحسنه الألباني عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليك بطول الصَّمت، إلاَّ مِن خير؛ فإنَّه مَطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك)).
فيَجبُ على كل مسلم أنْ يصونَ لسانه ويحفظه، وألاَّ يطلق له العنان، فلا يسمح لنفسه أن يتكلم بغير ما هو حق وخير ومعروف، وأن يكفَّ لسانه عما هو باطل وشر ومنكر؛ قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت)).
قال النَّووي في "الأذكار": فهذا الحديث المتفق على صحته نصٌّ صريح في أنَّه لا ينبغي أن يتكلم إلاَّ إذا كان الكلامُ خيرًا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكَّ في ظهور المصلحة، فلا يتكلم.
قال الإِمام الشافعي - رحمه اللَّه -: إذا أراد الكلام، فعليه أنْ يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة، تكلَّم، وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر. اهـ.
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسولَ اللّه، ما النجاة؟ قال: ((أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ))،
وعن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ)).
فالمؤمنُ الصادق الإيمان بالله ولقائه لا يتكلم إلاَّ إذا كان الكلام خيرًا، أمَّا إذا كان الكلام شرًّا فلا يتكلم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)).
وقد سُئل - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ المسلمين خيرٌ؟ قال: ((مَن سَلِمَ المُسلمون من لسانه ويده)) وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنَّة لا يأمن جاره بوائقه)).
وقدأخذ ابنُ عباس بلسانه،وقال له:"اسكت تغنم، واسكت عن سوءٍ تسلم، وإلاَّ فاعلم أنك ستندم"،
وفي روايةعن أبي وائلٍ: أن عبدالله - رضي الله عنه - ارتقى الصَّفا، فأخذَ بلسانِه فقال: "يا لسانُ، قُلْ خيرًا تَغْنَمْ، واسْكُتْ عن شرٍّ تسْلَم، مِن قَبْلِ أنْ تَنْدَمَ"، ثُمَّ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((أكثرُ خطايا ابنِ آدَم في لسانه)).
وكان ابنُ مسعود يقول: "والله الذي لا إله إلا هو،لا يوجد في هذا الكون شيء أحق بطول حبس من لسان".
وقال الإِمامُ الشافعيُّ - رحمه اللَّه - لصاحبه الرَّبِيع: "يا ربيعُ، لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنك إذا تكلَّمتَ بالكلمة، ملكتكَ ولم تملكها".
لذلك ما من يوم تصبح الأعضاءإلاَّ وهي تُخاطب اللسان، وتقول له: "اتقِّ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".
قال ابنُ القيم - رحمه الله -: "ومن العجب أنَّ الإنسانَ يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزِّنا، والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتَّى ترى الرجل يُشار إليه بالدِّين والزُّهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخطِ الله لا يلقي لها بالاً، يزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجلٍ مُتورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول". اهـ.].
احْفَظْ لَسَانَكَ أيُّهَا الإِنْسَانُ *** لاَ يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ
كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لِسَانِهِ *** قَدْ كَانَ هَابَ لِقَاءَهُ الشُّجْعَانُ
كفارة الغِيبة
الغيبة من الكبائر، وليس لها كفارة إلاَّ التوبة النصوح، وهي من حقوق الآدميين، فلا تصح التوبة منها إلاَّ بأربعة شروط، هي:
1 - الإقلاع عنها في الحال.
2 - الندم على ما مضى منك.
3 - العزم على ألاَّ تعود.
4 - استسماح من اغتبته إجمالاً أو تفصيلاً، وإن لم تستطع، أو كان قد مات أو غاب، تكثر له من الدعاء والاستغفار.
هل يجب على صاحب الحق أن يُسامح؟
لا يَجب عليه ذلك، ولكن يُستحب له، فإنْ شاءَ سامح، وإن شاء لم يُسامح. وكان بعض السَّلف لا يُحلل أحدًا اغتابه.
قال سعيد بن المسيب - رحمه الله -: "لا أحلل من ظلمني".
وقال ابن سيرين - رحمه الله -: "إنِّي لم أحرمها عليه، فأحللها له، إنَّ اللهَ حرم الغيبة عليه، وما كنت لأحلل ما حرَّم الله أبدًا".
ولا شكَّ أنَّ العفو أفضلُ، فهو سبيل المحسنين، فكن كبيرًا وانس الماضي، فالحياة أقصر من أن ندنسها بالحقد والضَّغينة.
قال النووي في "الأذكار": يُستحبُّ لصاحب الغِيبة أن يبرئه منها، ولا يجبُ عليه ذلك؛ لأنه تبرُّعٌ وإسقاطُ حقٍّ، فكان إلى خِيرته؛ ولكن يُستحبُّ له استحبابًا متأكدًا الإِبراء؛ ليُخلِّصَ أخاه المسلم من وبال هذه المعصية، ويفوزَ هو بعظيم ثواب اللَّه - تعالى - في العفو ومَحبة اللَّه - سبحانه وتعالى - قال اللَّه - تعالى -: {وَالكاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهِ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]، وقال تعالى: {وَلمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِن ذلكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ} [الشورى: 43].اهـ.
قِيلَ لِي قَدْ أَسَاءَ فِيكَ فُلانٌ *** ومُقَامُ الْفَتَى عَلَى الذُّلِّ عَارُ
قُلْتُ قَدْ جَاءَنَا وَأَحْدَثَ عُذْرًا *** دِيَةُ الذَّنْبِ عِنْدَنَا الاعْتَذَارُ
أسباب الغيبة وبواعثها
قال الغزالي - رحمه الله -: للغيبة أسباب وبواعث، وفيما يلي خُلاصتها:
- شفاء المغتاب غَيظَهُ بذكر مساوئ مَن يغتابه.
- مجاملة الأقران والرِّفاق، ومُشاركتهم فيما يَخوضون فيه من الغيبة.
- ظن المغتاب في غيره ظنًّا سيئًا مدعاة إلى الغيبة.
- أن يبرئ المغتاب نفسَه من شيء، وينسبه إلى غيره، أو يذكر غيره بأنَّه مُشارك له.
- رفع النَّفس وتزكيتها بتنقيص الغَيْر.
- حسد من يثني عليه النَّاس ويذكرونه بخير.
- الاستهزاء والسخرية وتحقير الآخرين.
الحالات التي تجوز فيها الغيبة
هناك صُور استثناها علماءالإسلام من الغيبة، ويَجب الاقتصار في هذاالاستثناءعلى الضرورة،ولا إثم في ذلك، وأكثرُ هذه الأسباب مُجمع على جواز الغيبة بها.
قال النووي:اعلم أنَّ الغيبةَ وإن كانت محرمة، فإنَّها تباحُ في أحوال للمصلحة؛ وعدَّد هذه الأسباب:
أولاً: التظلُّم؛ أي: إنَّه يجوزُ للمتظلم أنْ يقولَ: فَعَل بي فلان كذا وكذا لمن يتظلم إليه.
ثانيًا: يجوز في حالة الاستعانة في تغيير المنكر وردِّ العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعملُ كذا فازجرْه عنه.
ثالثًا: الاستفتاء؛ بمعنى: أنْ يذهبَ المستفتي إلى المفتي، فيقول: لقد ظلمني فلان بكذا أو كذا، فماذا أفعلْ لرد الظُّلم عن نفسي، والأسلم التعريض بأنْ يقولَ: ما قولك في رجل ظلمه أخوه،وإن كان التعيين مُباحًا بقدر الحاجة،والدليل على ذلك: أنَّ هند زوجة أبي سفيان شكَت للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ سفيان رجل شحيح لا يعطيها ما يَكفيها وولدها، فهل تأخذ منه بغير علمه، فأذن لها النبيُّ أن تأخذ بالمعروف، فلأن النبيَّ لم يزجرْها فلا يُعدُّ ذلك غِيبة.
رابعًا: تحذير المسلمين من الوقوع في أيِّ شر، كأن يقول فلان مبتدع، وذلك للنصح، وكذلك جرح المجروحين من الرُّواة للحديث، وكذلك المشاورة في مصاهرة إنسان أو مُحاورته.
خامسًا: تجوز غيبة الفاسق الذي اشتهر بفسقه، كالمجاهر بشرب الخمر؛ قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "ليس لفاجر حُرمة"؛ وأراد به المجاهر بفسقه دون المستتر.
وقال الصلت بن طريف: قلت للحسن: الرجل الفاسق المعلن بفجوره، ذكري له بما فيه غيبة؟ قال الحسن: لا، ولا كرامة.
سادسًا: التعريف، فإذا كان معروفًا بلقب؛ كالأعمش والأعرج ونحوها، جاز تعريفه بها، ويحرم ذكره بها تنقصًا، ولو أمكنَ التعريفُ بغيره كان أَوْلى؛ ولذلك يقال للأعمى: البصير؛ عدولاً عن اسم النقص. اهـ.
وقال ابن كثير: الغيبة مُحرمة بالإجماع، ولا يستثنى من ذلك إلاَّ ما رجحت مصلحته، كما في الجرح والتعديل والنَّصيحة؛ كقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لما استأذن عليه ذلك الرجل الفاجر: ((ائذنوا له، بئس أخو العشيرة))، وكقوله لفاطمة بنت قيس - وقد خطبها مُعاوية وأبو الجهم -: ((أما معاوية فصعلوك، وأمَّا أبو الجهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه))، وكذا ما جرى مجرى ذلك. اهـ]
الذَّمُّ لَيْسَ بِغِيبَةٍ فِي سِتَّةٍ *** مُتَظَلِّمٍ وَمُعَرِّفٍ وَمُحَذِّرِ
وَلِمُظْهِرٍ فِسْقًا وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ *** طَلَبَ الْإِعَانَةَ فِي إِزَالَةِ مُنْكَرِ
لحوم العلماء مسمومة
ومن أشد أنواع الغيبة: الخوض في أعراض العلماء، فعلماء المسلمين لهم احترامهم ومكانتهم، وينبغي التعامُل معهم بكل أدب واحترام، فالطَّعن في أهل العلم والانتقاص منهم غير جائز شرعًا، ولا يحقُّ لأحدٍ مهما كان أنْ يتناول العلماء بلسانه، وإنْ صدرت عنهم آراء مُجانبة للحق والصواب، فالخطأ قد لا ينقص من مَنزلة العالم عند الله، ولا يُحل لنا دمه ولا عرضه، وكل يؤخذ منه ويُرد عليه إلا المعصوم - صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال الحافظ ابن عساكر: "اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلني وإيَّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أنَّ لحومَ العلماء مَسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأنَّ من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب"؛ {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]. اهـ.
وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في مُحاضرة له بعنوان: "عظم ذنب من تنقَّص أحدًا من الأنبياء": "لقد اشتهر عند العلماء والعامَّة قولٌ، وهو: "إنَّ لحوم العلماء مسمومة"، ومعنى هذا: أنه إذا حَرُم على الإنسان أنْ يغتابَ أخاه المسلم، أو يأكل لحمه، فلا شك أنَّ حرمة العالم أجلُّ من حرمة المسلم مطلقًا؛ لأنَّه جمع الإسلام والعلم، فهو يزيد على الرجل العامي بدرجة العلم، ولأن منصبَ العلماء بين الناس هو كمنصب الرَّسول؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورَّثوا العلم))، والعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم الذين يبلغون رسالاتِ الله، فيجبُ أنْ تصانَ أعراضهم؛ لأنَّ النيلَ من عِرْض العالم قد يضر بدعوته؛ لذلك كان لحمه مسمومًا، وقلَّما تجد رجلاً طعن فيه أو نالَ منه إلاَّ هتكه الله - عزَّ وجل". اهـ.
وأما بيان خطأ العالم - إن أخطأ - فهذه مسألة تزلُّ فيها الأقدام، فقد تختلط الغيبة ببيان الحقِّ، فعلى طالبِ العلم أنْ يبين الخطأ دونما تجاوز، وذلك بالتزام أدب الرَّدِّ، فإن العلماء لم يزل يرد بعضُهم على بعض وكتبهم مملوءة بذلك.
مجالس الغيبة
الواجب على الإنسان إذا سمع أحدًا يغتاب غيره أنْ ينكرَ عليه وينصحه، ويخبره أنَّ هذا لا يجوز، وأن الغيبة محرمة؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من ردَّ عن عرض أخيه بالغيب، رَدَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة))؛ ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من امرئ يخذل مُسلمًا في موضع تنتهك فيه حُرمته، وينتقص فيه من عِرضه إلاَّ خَذَلَه الله في موضع يُحب فيه نصره))، ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن حَمَى مؤمنًا من مُنافق - أراه قال -: بعث الله - تعالى - مَلَكًا يَحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومَن رمى مسلمًا بشيء يريد شيْنه، حبسه الله على جِسْرِ جهنم حتَّى يخرج مما قال))،.
وقد دافع مُعاذ بن جبل عن كعب بن مالك حين ذمَّه رجل من بني سلمة في مجلس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأقر النبي فعل معاذ.
أمَّا إذا لم يستطعْ الإنسانُ الإنكارَ، أو لم يستجب له أحد، فيجب عليه في هذه الحالة مفارقة المغتاب وعدم الجلوس معه؛ وذلك لقول الله - تعالى -:{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وقوله - عز وجل -: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140]، وقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإنْ لم يستطع فبلسانه، فإنْ لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
روى الأوزاعي أنَّ عمر بن عبدالعزيز قال لجلسائه: "مَن صحبني مِنكم، فَليصحبني بخمس خصال: يدلُّني من العدل إلى ما لا أهتدي إليه، ويكون لي على الخير عونًا، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحدًا، ويُؤدي الأمانةَ التي حملها بيني وبين الناس، فإذا كان ذلك فحيَّهلا، وإلاَّ فقد خرج عن صحبتي والدخول عليّ".
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يبلِّغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج إليهم، وأنا سليم الصدر)).
قال ابنُ عباس: قال لي أبي: "إنِّي أرى أميرَ المؤمنين – يعني: عمر - يدنيك ويقرِّبك، فاحفظ عني ثلاثًا: إياك أن يجرِّب عليك كذبة، وإيَّاك أنْ تُفشي له سرًّا، وإياك أن تغتاب عنده أحدًا".
وَسَمْعَكَ صُنْ عَنْ سَمَاعِ الْقَبِيحِ *** كَصَوْنِ اللِّسَانِ عَنِ النُّطْقِ بِهْ
فَإِنَّكَ عِنْدَ سَمَاعِ الْقَبِيحِ *** شَرِيكٌ لِقَائِلِهِ فَانْتَبِهْ
من أضرار الغيبة
1 - صاحب الغيبة يعذَّب في النَّار، ويأكل النتن والقذر.
2 - ينال عقاب الله في قبره.
3 - تُذهب أنوار إيمانه وآثار إسلامه.
4 - لا يُغفر له حتى يعفو عنه المغتاب.
5 - الغيبة مِعول هدام وشر مُستطير.
6 - الغيبة تؤذي وتضر وتجلب الخصام والنفور.
7 - الغيبة مرض اجتماعي يقطع أواصرَ المحبة بين المسلمين.
8 - الغيبة دليل على خِسَّةِ المغتاب ودناءة نفسه.
علاج الغيبة، هل من دواء؟
لكي تتخلص من هذا المرض الخطير، عليك بالعلم والعمل، بأنْ تعلمَ أنك ستتعرض لسخط الله - تعالى - يوم القيامة بإحباطِ عملك، وإعطائك حسناتك مَن اغتبته في الدُّنيا حتَّى تصلَ إلى درجة الإفلاس، وذلك في يوم تكون أحوج إلى حسنة واحدة تخرج بها من النار وتدخل الجنة، واسأل نفسك: هل تحب أنْ يغتابَك أحد ويستهزئ بك؟ بالطبع: لا، فعاملِ الناس بما تحب أن يعاملوك به، وإذا حدثتك نفسك باغتياب أحد المسلمين، ففتش في نفسك، فستجد فيها من العيوب أكثر مما تريد أن تقولَ عن أخيك المسلم، واستحضر ما سَبَقَ ذكره من أحاديث وأخبار في ذم الغيبة.
وقال الشاعر:
يُشَارِكُكَ الْمُغْتَابُ فِي حَسَنَاتِهِ *** وَيُعْطِيكَ أَجْرَيْ صَوْمِهِ وَصَلاَتِهِ
وَيَحْمِلُ وِزْرًا عَنْكَ ضَنَّ بِحَمْلِهِ *** عَنْ النَّجْبِ مِنْ أَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ
فَكَافِئْهُ بِالْحُسْنَى وَقُلْ رَبِّ جَازِهِ *** بِخَيْرٍ وَكَفِّرْ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ
فَيَا أَيُّهَا الْمُغَتَابُ زِدْنِي فَإِنْ بَقِي *** ثَوَابُ صَلاَةٍ أَوْ زَكَاةٍ فَهَاتِهِ
وأخيرًا: أخي القارئ الكريم:
لِمَ تعطي حسناتك لمن تغتابه، بل وتتحمل من سيِّئاته إذا فنيت حسناتك؟! فَكِّرْ جَيِّدًا، وكن بطلاً من الآن، واعزم على أن تترك مجالسَ الغِيبة فإنَّها مجالس سوء، واعْزم على أنْ تتركَ هذه العادة السيئة التي تُودي بصاحبها إلى النار، فأنا مشفق عليك من أن تكون من حَصَبِ جهنم، دع ذكر مساوئ إخوانك، واذْكُر محاسنهم، واشتغل بعيب نفسك.
أسأل الله - تعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته أنْ يُطهِّر ألسنتنا وجوارحنا من كلِّ ما يكره، وأن يُجمِّلها بكل ما يحب، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الاثنين، أغسطس 16، 2010

مسابقة التعريف بالإسلام للبحوث الدعوية

تعلن إدارة الشئون الدعوية في لجنة التعريف بالإسلام بدولة الكويت عن بدأ مسابقة التعريف بالإسلام للبحوث الدعوية برعاية كريمة من السيد/ فهد سند العجمي والمسابقة يمكن المشاركة فيها للأخوة داخل الكويت و خارج الكويت من أهل العلم الشرعي خاصة
لمزيد من المعلومات برجاء زيارة رابط المسابقة على موقع لجنة التعريف بالإسلام

السبت، أغسطس 14، 2010

کتاب امن کے تئیں مغرب کا طرزعمل اسلام دشمنی کا شاخسانہ

صفات عالم محمد زبير التيمي
ابھی ہمارے سروں پر رمضان المبارک کا مہینہ سایہ فگن ہے ،اس مہينے کو اس اعتبار سے بے انتہا فضیلت حاصل ہے کہ اسی ماہ مبارک میں رشد وہدایت کا سرچشمہ،علوم ومعارف کا خزینہ اور روحانی وجسمانی بیماریوں کا علاج قرآن کریم نازل ہوا جو فائنل اتھارٹی ہے ،جس کا تعلق زمین سے نہیں بلکہ آسمان سے بلکہ آسمان کی بلندیوں سے ہے ، یہ کوئی معمولی بات نہیں کہ اللہ پاک نے اپنا کلام ہمارے ہاتھوں میں دے دی ہے ، جس کی عظمت کا کیا کہنا کہ اگر اسے پہاڑوں پر اتاردیا جاتا تو پہاڑ اس کی ہیبت سے رائی ہوجاتے ،دنیا کی یہ واحد کتاب ہے جو اپنا آغاز پرزور دعوے سے کرتی ہے کہ یہ کتاب” لاریب“ ہے اوراس کی جملہ تعلیمات خالص علم کی بنیاد پر ہیں ۔
انسانیت کی رفعت وبلندی، عزت وسطوت ، اور دنیوی واخروی فلاح قرآن کی اتباع میں مضمر ہے ، یہ کوئی مجنون کی برنہیں بلکہ زمینی حقائق ہیںکہ اس کتاب نے عرب کی غیرمہذب،بادیہ پیمااور بوریہ نشینوں کو انسانیت کی معراج تک پہنچایا چنانچہ جہانگیری وجہاںبانی ان کے قدم چومنے لگی اور دیکھتے ہی دیکھتے اسلام کا پرچم چہاردانگ عالم میں لہرانے لگا لیکن جب امت مسلمہ نے قرآنی تعلیمات سے کنارہ کشی اختیار کی ذلت ومسکنت اس کا مقدر بن گئی ،عالمی، ملکی، اور قومی ہر سطح پر ان کی ساکھ گھٹ گئی ، علامہ اقبال جب ایک ماہر طبیب کی حیثیت سے زوال امت کے اسباب کی تشخیص پر آئے تو اس نتیجے پر پہنچے کہ اس کی واحد وجہ ان کا تارک قرآن ہونا ہے چنانچہ بانگ دراکی نظم جواب شکوہ میں فرماتے ہیں
حیدری فقر ہے نہ دولت عثمانی ہے
تم کو اسلاف سے کیا نسبت روحانی ہے
وہ زمانے میں معززتھے مسلماں ہوکر
اور تم خار ہوئے تارک قرآن ہوکر
جی ہاں آج ہم خوار ہورہے ہیں تو محض اس لیے کہ ہم نے قرآن کے پیغام سے منہ موڑ لیا ہے ، کیا یہ المیہ نہیں کہ آج ہم میں سے بیشتر لوگ قرآن پڑھنا نہیں جانتے ، اور جو لوگ پڑھنا بھی جانتے ہیں انہوں نے اسے اپنی طاقچوں کی زینت بنارکھا ہے ،اور جولوگ پڑھتے بھی ہیں تو ان کا پڑھنا محض تبرک کی خاطر ہوتا ہے ،یہ ایک افسوسناک معاملہ ہے کہ دنیا کی ہر کتاب سمجھ کر پڑھی جاتی ہے لیکن خالق ارض وسما کے کلام کے ساتھ ہمارا معاملہ بالکل الٹا ہوتا ہے، ہماری اکثریت کو کبھی توفیق نہیں ہوتی کہ انسانیت کے نام آنے والے کلام ربانی کے پیغام کو جانیں اور اسے اپنی عملی زندگی میں جگہ دیں ۔ظاہر ہے کہ جب ہم نے ہی کلام الہی سے پہلو تہی اختیار کی ہے تو غیر تو غیر ہیں ....لیکن پھر بھی دشمنان اسلام نے قرآن کی عظمت کا ادراک ہم سے کہیں زیادہ کیا اور اس کے آثار کو ملکوں اور قوموں سے نابود کرنے کی کوشش کی کیونکہ انہیں اس بات کا شدید خطرہ لاحق تھا کہ مبادا یہ امت قرآن کی طرف لوٹ آئے چنانچہ عہد وکٹوریہ کے وزیر اعظم مسٹر گلیڈ اسٹون نے قرآن مجید کا ایک نسخہ ہاتھوں میں اٹھاکر برطانوی دارالعلوم کے ارکان کو بتایا کہ ” جب تک یہ کتاب مسلمانوں کے ہاتھوں میں موجود رہے گی یورپ مشرق پر قبضہ نہیں جماسکتا اور نہ وہ بذات خود امن وامان سے رہ سکتا ہے“ ۔ چنانچہ اسی ذہنیت کے زیر اثر ان کی نارواکوششیں مختلف رنگ وروپ میں گل کھلاتی رہتی ہیں اسی سلسلے کی ایک کڑی حالیہ دنوں منظر عام پر آئی ہے ، ۱۱ ستمبر کے حادثے کو لے کر اگلے ماہ کی اسی تاریخ کو فلوریڈا کے ایک عیسائی چرچ نے قرآن کریم کا نسخہ نذر آتش کرنے کا منصوبہ بنایا ہے اور میڈیا کے ذریعہ اس خبر کی اعلی پیمانے پر تشہیر کی جا رہی ہے ۔
حالانکہ قرآن کا ادنی طالب علم جانتا ہے کہ یہ کتاب امن کا علمبردار ہے، جس کتاب کی تعلیم یہ ہے کہ ایک انسان کا قتل ساری انسانیت کا قتل ہے اور ایک انسان کو بچانا ساری انسانیت کو بچانا ہے (المائدہ 32) آخر وہ دہشت گردی کی تعلیم کیوںکر دے سکتی ہے ۔جس کتاب کا اعلان ہے کہ مذہب کے معاملے میں کوئی جبرواکراہ نہیں (البقرہ 256) آخر وہ کتاب تشدد پر کیسے ابھار سکتی ہے ۔ جس کتاب نے ﴾لکم دینکم ولی دین﴿ (الکافرون 6) کے ذریعہ ہرمذہب کے مانے والوں کو اپنے مذہب اور طریقہ کے مطابق زندگی گزارنے کا اختیار دیا ہے آخر وہ تنگ نظری کی داعی کیوںکر ہوسکتی ہے ۔ جس کتاب نے کسی مذہب کی عبادتگاہ کو منہدم کرنے یا اس پر غاصبانہ تسلط جمانے کو ناپسند کیا ہے (الحج 40) آخر وہ ناروا داری کی تعلیم کیوں کر دے سکتی ہے ۔ جس کتاب نے امن وامان سے رہنے والے غیرمسلموں کے ساتھ حسن سلوک کرنے اور عدل وانصاف روا رکھنے کی تاکید کی ہے (الممتحنة 8) آخر وہ قطع تعلق کی دعوت کیوں کر دے سکتی ہے ۔
اب سوال یہ ہے کہ آخر مغرب کو اپنے دل کا بھڑاس نکالنے کے لیے قرآن کریم کا نسخہ ہی کیوں نظر آیا ، کیونکہ وہ جانتے ہیں کہ قرآن ہی ان کے عزائم کی راہ میں رکاوٹ بنا ہوا ہے ۔ یہ کتاب ہی آج مردہ دلوں میں زندگی کی روح پھونک رہی ہے ، کیونکہ قرآن ھدی للناس (البقرہ 185) یعنی تمام انسانیت کے لیے رشد وہدایت کا سرچشمہ ہے اور اس کااعجازمحض یہ نہیں ہے کہ یہ تاصبح قیامت ساری انسانیت کے لیے چیلنج ہے بلکہ اس کا سب سے بڑا اعجاز یہ ہے کہ اس کے اندر انسانیت کو بدلنے کی پوری صلاحیت موجود ہے ۔ آخر عمرفاروق جیسا سخت مزاج انسان کيوں کرپروانہ اسلام میں داخل ہوا ؟ ولید بن مغیرہ جیسا کٹر دشمن رسول کیوں کر قرآن پاک کے کلام الہی ہونے کا برملا اعلان کیا ، قبیلہ دوس کاطفیل بن عمروکیوں کر اسلام کی دولت سے مالا مال ہوا،حبش کا نجاشی بادشاہ کیوں کرقرآن کی حقانیت کا معترف ہوا ،یہ قرآن کا جادوئی اثر ہے جس نے پتھر دلوں کو موم بنا دیا اور آج بھی بنا رہا ہے اسی لیے دشمنان اسلام بوکھلاہٹ میں اس کتاب پر طرح طرح کا الزام ڈال رہے ہیں ،کبھی اسے انسانی کلام باور کرانے کی کوشش کرتے ہیںتو کبھی اس پر دقیانوسیت کالیبل چسپاں کرنے کی ناروا جسارت کرتے ہیں تو اب اسے تشدد کا داعی اور پیغامبر ثابت کرنے جرأت کی جا رہی ہے ۔
لہذا یہ ذمہ داری مسلمانوں پر عائد ہوتی ہے کہ سب سے پہلے قرآن کے ساتھ اپنے طرزعمل پر نظر ثانی کریں ،ساری انسانیت کی ہدایت کا ضامن کلام الہی ان کے ہاتھوں میں موجود ہے ،گم کردہ راہ انسانیت کی رہبری اسی کتاب سے ہوسکتی ہے اس لیے ضرورت اس بات کی ہے کہ مسلمان قرآن کی تعلیمات کو گھر گھر عام کریں، اسکے نہج پر اپنے گھر ،خاندان اور معاشرہ کی تربیت کریں،دنیا کی زندہ زبانوں میں قرآن کریم کے تراجم غیرمسلموں تک پہنچائیں ، قرآن کے تعارف پر مشتمل کتابچے تقسیم کیے جائیں،ظلمت ِ شب کومٹا نا ہے تو قرآن کی شمع جلانی ہوگی ،اسی کی روشنی میں انسانیت اپنی راہ طے کر سکتی ہے
مسلمانو! اٹھو قرآن کی عظمت کو چمکاؤ
جہانِ بے اماں کو عافیت کے راز سمجھاؤ
زمانہ آج بھی قرآن ہی سے فیض پائے گا
مٹے گی ظلمتِ شب اور سورج جگمگائے گا

الأربعاء، أغسطس 11، 2010

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

فقد أظلنا شهر فضيل شهر الصيام والقيام ، شهر الرحمة والرضوان والعتق من النيران، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين، شهر الجود والمواسات، والسوال ماذا كان هدي النبي صلي الله عليه وسلم في شهر رمضان ؟ وماالذي يقوم به في هذا الشهر الفضيل حتي نتأسي به ونجعله نصب أعيننا مصداقا لقوله تعالى " ولكم في رسول الله أسوة حسنة" سنتحدث عنه في هذه الحلقة بشئ من الإيجاز إن شاء الله تعالي
هديه في رؤية الهلال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” صوموا لرؤيته وأفطروا لرويته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين “( صحيح الجامع للألباني)
هديه إذا رأي الهلال: عن طلحة بن عبد الله رضي الله عنه قال : أن الني صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال : ” اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك اله ” ( السلسلة الصحيحة للألباني)
كان يبشره أصحابه لرمضان : عن أتي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عزوجل عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين, لله فيه ليلة خير من ألف شهر،, من حرم خيرها فقد حرم ” ( صحيح البخاري للألباني)
هديه في نية الصوم : عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ” . ( صحيح الجامع)
هديه في السواك في رمضان: قوله صلى الله عليه وسلم : ” لولا أن أشق من على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ” ( متفق عليه )
هديه عند الإفطار: كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عند الإفطار ” ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ” ( صحيح الجامع للألباني)
هديه بعد الإفطار: فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم الدعاء بعد الانتهاء من الأكل أو الشرب قوله ” اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ” ( صحيح سنن الترمذي للألباني)
هديه عندما يفطر عند الآخرين : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يفطر عند الآخرين يقول ” افطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة” ( صحيح الجامع للألباني)
هديه في السحور: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ” ( متفق عليه )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رطبات فتمرات , فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء ” ( صحيح الجامع للألباني) و قال صلى الله عليه وسلم : ” تسحروا فإن في السحور بركة ” (متفق عليه )
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال : تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة , قلت , كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال: قدر خمسين آية ” ( متفق عليه ) وكان يحب التمر في السحور فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” نعم سحور المؤمن التمر ” (صحيح سنن أبي داود للألباني)
هديه في بيان ما لاينبغي للصائم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ” ( البخاري )
هديه في من أكل وشرب ناسيا : قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ” ( متفق عليه )
جوده في رمضان : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ” ( متفق عليه )
هديه في العشرالأواخر من رمضان : عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ” ( متفق عليه)

الجمعة، أغسطس 06، 2010

القاموس الموضوعي للقرآن الكريم باللغة الهندية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:
بشرى للدعاة الذين يعملون بين الجالية الهندية.... بشارة لغير المسلمين الذين يرغبون في التعرف على الإسلام والقرآن ودعوته.... بشارة للمسلمين الذين لا يقرؤون إلا اللغة الهندية... بشرى لمن يرغب في معرفة تعاليم القرآن وما حواه هذا الكتاب الكريم... بشرى لمن يرغب في دعوة الجالية الهندية غير المسلمة إلى الإسلام...

{ القاموس الموضوعي للقرآن الكريم } ( باللغة الهندية )
للشيخ الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الرحمن الأعظمي حفظه الله ورعاه الأستاذ بكلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية وعميدها سابقاً الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

والمؤلف -حفظه الله- من المهتدين الجدد حيث كان هندوسياً فتغمده الله برحمته وأنعم عليه أن هداه إلى دينه الإسلام وهو في عنفوان شبابه،ثم توجه للحصول على العلم الشرعي إلى جامعة دار السلام بعمر آباد جنوب الهند،فأخذ العلم الشرعي من الأساتذة هناك وتخرج فيها ثم قُبِل في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فالتحق كلية الشريعة وتخرج فيها.
ثم توجه إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة فأكمل مرحلة " الماجستير" ثم سافر إلى جمهورية مصر العربية والتحق بجامعة الأزهر وأكمل مرحلة الدراسات العليا بالحصول على درجة " دكتوراه " في الحديث النبوي.
وقد عمل على وظيفة سكرتير لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حينذاك الشيخ محمد علي الحركان، ثم انتقل مدرساً في الجامعة الإسلامية ودرس فيها حتى أخذ الأستاذية في الحديث ثم عين عميداً لكلية الحديث الشريف.وتقاعد بعد أن وصل إلى السن المحدد. وله مؤلفات قيمة في الحديث وعلومه في الأسواق والمكتبات.
ولديه الآن المشروع المهم " موسوعة الأحاديث الصحيحة " يجمع فيها الأحاديث الصحيحة والحسان المنتشرة في بطون أمهات الكتب بما فيها الصحيحان على الأبواب الفقهية باسم (الجامع الشامل في الحديث الصحيح الكامل)،وقد قطع أشواطاً في هذا العمل الهام نسأل الله تعالى أن يوفقه لإتمامه وإكماله ويتقبله منه.

الهدف الأساسي من تأليف هذا القاموس وبيان منهجه
يقول المؤلف مبيناً الهدف من تأليف هذا القاموس:
إن الهدف الذي من أجله ألّفت هذا القاموس هو بالدرجة الأولى تعريف غير المسلمين بالقرآن الكريم لأسباب من أهمِّها:
1- إن القرآن الكريم كتاب الله لخلقه أجمعين ، وهو لا يخاطب فئة معينة من الناس، وإنما يخاطب الناس جميعاً على اختلاف طبقاتهم الدنيوية، ومشاربهم الدينية؛ ولذا أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً للناس أجمعين، وجعله رحمة للعالمين،كما قال الله تعالى { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً }(الأعراف:158)،وقال { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين }( الأنبياء: 107 ).
2- لقد رأينا في زماننا هذا توجيه التهم الباطلة إلى الإسلام وتشويه تعاليم القرآن وتحريف معانيه وإظهار الحسد والبغض لسيد البشر نبينا صلى الله عليه وسلم ، كلّ ذلك لنشر الكراهية بين الأمم ضد الإسلام والمسلمين، وذلك من خلال القنوات الفضائية والمجلات والصحف والأفلام السينمائية،والقواميس القرآنية التي وضعوها باللغات الأجنبية إلى غير ذلك من الوسائل.
3- تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام لدى كثير من غير الإسلام بأسلوب علمي،ودعوتهم إلى التعايش السلمي القائم على العدالة والمساواة،واحترام حقوق الآخرين على ضوء ما يدعو إليه القرآن الكريم، وفتح الحوار بين أصحاب الديانات الأخرى،لأننا لا نستطيع أن نعيش بمعزل عن العالم في ظل التحديات الجديدة على أن يكون التمثيل من جانب المسلمين من يدرك تاريخ الديانات الأخرى ومعتقدات أصحابها إدراكاً تاماً، علاوة على تمكنه من علوم القرآن والسنة النبوية، لأن التمثيل الهزيل ضرره أكثر من نفعه.
فرأيتُ من واجبي أن أقوم بتأليف هذا القاموس لدعوة هؤلاء وغيرهم إلى الإسلام ،مخاطباً إياهم بلغتهم وعلى قدر عقولهم ،ولذا قد أحتاج إلى شرح ما هو معروف لدى المسلمين مثل الركوع والسجود والتكبير والتسبيح وغير ذلك وبيان معانيها وحكمها.

وبين المؤلف منهجه في هذا القاموس بقوله:
وأما المنهج الذي سرتُ عليه فهو عرض دعوة القرآن كما جاء فيه مستعيناً في ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة وأقوال السلف من الصحابة والتابعين ومن سلك مسلكهم بعيداً عن الخوض في المسائل المختلف فيها بين المسلمين،ولذا لم أتعرض للمناقشات والمناظرات التي توجد في كتب العقيدة والفقه وغيرها،وإنما ركزت على عرض المسائل بأسلوب علمي ودعوي مع بيان حِكمها على ضوء الإعجاز البياني كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

وأما الموضوعات التي تطرق إليها المؤلف فهي ما يلي بالإيجاز كما قال المؤلف:
1- شرح العقائد الوارد ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة.
2- التحذير من الشرك والابتداع وعبادة الأصنام ومساوئ الأخلاق وما يترتب عليها من الأحكام في الدنيا والآخرة.
3- شرح الأحكام الوارد ذكرها في القرآن الكريم مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج والنكاح والطلاق والمعاملات وغيرها.
4- عرض تأريخ الأنبياء،وسيرهم العطرة، ودعوتهم،وما لقوا من أقوامهم من الأذى والمصائب.
5- عرض تأريخ الملوك والأشخاص الوارد في القرآن الكريم،وبيان الهدف من ذلك.
6- ذكر الأقوام والأمم وأيام الله وآياته،وما خلص منها من العظة والعبرة.
7- التعريف بالحيوانات والجمادات والأقطار والمدن الوارد ذكرها في القرآن الكريم مع بيان الحِكم فيها.
8- تهذيب الأخلاق من الإحسان والبر والصلة وإزالة الأذى عن الطريق،وبيان كون النبي صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين.
يقول المؤلف – حفظه الله -: وقد بلغت هذه الموضوعات ما يزيد على ثلاثمائة موضوع،والبحث لا يزال جارياً في استخراج مزيد من الموضوعات ،لأن القرآن الكريم بحر في شموله لا يدرك قعره.وبهذا لأرجو أني قمتُ ببعض ما يجب علي – والحمد لله – إزاء هذا الكتاب الكريم الذي { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد }.

وآمل أن نشر هذا القاموس وترجمته إلى اللغات العالمية الأخرى ، وتوزيعه على أساتذة
الجامعات والمثقفين والبرلمانيين وغيرهم سوف يزيل – بإذن الله – كثيراً من المفاهيم
الخاطئة المنسوبة إلى الإسلام ويدعوهم إلى اعتناق هذا الدين الحنيف، وهذه هي الغاية
من تأليف هذا القاموس .طالباً من الله تعالى العون والتوفيق،وسائلاً منه أن يجعل
هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم،فإنه نعم المولى نعم النصير،والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. انتهى كلام المؤلف – حفظه الله
-.
**************************************************


والكتاب من مطبوعات " مكتبة دار السلام للنشر والتوزيع" وهو متوفر في جميع فروعه المنتشرة في أنحاء المملكة والدول.
وقد عزمت جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند على طبعه في الهند وسيرى النور قريباً عاجلاً بإذن الله،وبهذه المناسبة نهنئ الجمعية المركزية والقائمين عليها لهذه الخطوة المباركة السديدة،سائلين الله تعالى أن يتقبله من المؤلف والناشر ...0
والكتاب حري بالنشر بين أوساط الجالية الهندية غير المسلمة وعلماء الهندوس ومثقفيهم،وهذه فرصة لمن لا يستطيع الدعوة بنفسه فليدع بماله إلى الإسلام بأن يشتري نسخاً من الكتاب ويوزعها ويحتسب الأجر في توزيعه.

كتبه/ معراج عالم التيمي
داعية ومترجم بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة خيبر