السبت، يناير 16، 2010

وفاة الشيخ عبد المتين السلفي ثلمة لجمعية أهل الحديث

فالشيخ عبد المتين بن عبد الرحمن السلفي كان جالسا اليوم السبت في الساعة احدى عشرة صباحا في مكتبه الواقع بكشن غنج فأحس الذهاب إلى دورة المياه لقضاء الحاجة فذهب إلى دورة المياه وقضى حاجته وبينما كان راجعا إلى المكتب إذ إرتعش جسده فحمله أحباءه بأقرب مستشفى كلية الطب الواقعة بكشن غنج ولكن وافته المنية وهو في الطريق الى المستشفى في الساعة احدى عشرة وخمس وأربعين دقيقة بعمر يناهز حوالى خمسة وخمسين وسيوارى جثمانه الثرى ظهر يوم الأحد بمسقط رأسه بهلكي بمديرية مالده بغرب البنغال وخلف وراءه أربعة أبناء وخمس بنات بالإضافة إلى زوجتين . وقد وفقه الله تعالى للأعمال الخيرية والعلمية ومن أكبر الأدلة عليها تأسيسه جامعة الإمام البخاري وجمعية التوحيد الخيرية . وقد سعدت بزيارة جمعية التوحيد التعليمية قبل عشر سنوات بمناسبة الدورة التدريبية التي عقدتها الجامعة الإسلامية في رجاب جامعة الإمام البخاري فرأيت كأن الشيخ أسس مدينة تعليمية في منطقة كشن غنج وفي الحقيقة هي مدينة تعليمية تسمى بـ معهد آباد ، فإن وفاة الشيخ عبد المتين بن عبد الرحمن السلفى رحمه الله رحمة واسعة ثلمة كبيرة لجماعة أهل الحديث عامة ولجامعة الإمام البخارى خاصة ،وكم كان الشيخ محبوبا لدى الإخوة العرب فقد رأينا عشرات المواقع تنشر نعى وفاته وتكتب الثناء عليه وجهوده المشكورة وبالمناسبة أدعو من الله العلي القدير أن يرحم الشيخ ويدخله فسيخ جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ويخلف إبنه البار الأخ الفاضل مطيع الرحمن المدني خيرا آمين

وفاة الشيخ الفاضل عبدالمتين السلفى رحمه الله

أخبرنى الأخ الفاضل جسيم أحمد ظهر اليوم(السبت ) بتاريخ 16-1-2010 وأنا فى الطريق را جع إلى السكن بعد نهاية الدوام الصباحى بلجنة جنوب شرق آسيا بجمعية إحياء التراث الإسلامى بوفاة الشيخ الفاضل عبدالمتين السلفى رئيس جامعة الإمام البخارى بكشن غنج الهند إنالله وإنا إليه راجعون اللهم اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه وأبدله دارا خيرا من داره.....وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

الشيخ عبد المتين السلفي إلى رحمة الله!!!!!

قبل قليل اتصل بي الأخ الفاضل الشيخ عمر فاروق التيمي الداعية بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة سكاكا- منطقة الجوف.وأخبرني بخبر فاجع مؤلم ونبأ فادح وهو أن الشيخ عبد المتين السلفي قد وافته المنية اليوم السبت 1/2/1431هـ الموافق 16/1/2010م قبل ساعة ونصف إثر سكتة قلبيةفإنا لله وإنا إليه راجعون.

الثلاثاء، يناير 12، 2010

هل المسلمون يعبدون الكعبة؟

السوال: "الإسلام يخالف عبادة الأصنام فالمسلمون لماذا يخضعون في الصلاة أمام الكعبة ولم يعبدونها؟"الجواب : الكعبة قبلتنايعني هي الجهة التي يصلي المسلمون متوجهين إليها والأهم من هذاالمسلمون يتوجهون إلي الكعبة في الصلوات ولكنهم لايعبدونهابل هم يسجدون الله ويعبدونه وحده لاسواه وقدذكر هذا في سورة البقرة ( قد نرى تقلب وجهك فى السمآء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام )(البقرة/144)

الأحد، يناير 10، 2010

إلــــى الــصـــــديـــق الـــمــحـــزون- نذيـر أحـمــد الـتـيـــمــــي وفقه اللــــــــه!!!!!

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وأصلي وأسلم على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ففي هذا اليوم يوم الأحد الموافق 24/1/1431هـ المصادف 10/1/2010م جاءني خبر فاجع مؤلم وأنا في الطريق من المدينة النبوية إلى خيبر مقر عملي،وهو وفاة شريكة حياة زميلي في الدراسة من الابتدائية إلى التخرج الأخ الفاضل نذير أحمد التيمي نائب عميد الكلية بجامعة الإمام ابن تيمية بمدينة السلام بيهار- الهند- حيث توفيت صباح اليوم الساعة السابعة في " أموا تولى شيخ" بعد مرض دام أكثر من ستة أشهر.

الأربعاء، يناير 06، 2010

زيارة العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي الكويت

مساء يوم الثلاثاء الموافق 5/1/2010 قدم فضيلة الدكتور محمد لقمان السلفي الكويت لمدة يومين حسب العادة وذلك لزيارة بعض كبار الشخصيات واللجان الخيرية في الكويت واستقبله على المطار الشيخ عارف جاويد المحمدي، وأقامه في شقة الشيخ عبد الخالق المدني والشيخ محمد انور السلفي، ومن مكارم الدكتور النبيلة أنه يحرص اللقاء مع خريجي جامعة الإمام ابن تيمية ويستأنس بالجلوس معهم وبمعرفة أحوالهم كما يتهلل وجهه فرحا وسرورا إذا سمع عن أي نشاط ملموس قام به الإخوة التيميين والأخوات التيميات، ومن تواضعه أنه يخبرنا بالإتصال عن قدومه إلى الكويت .

فلما وصل الدكتور إلى الكويت اتصل بي حسب العادة فلا تسأل عن بهجتي وسعادتي بالكلام معه فأخذت الموعد مباشرة لزيارته في سكن الشيخ محمد أنور السلفى في جليب الشيوخ بمرافقة الأخ الحبيب كرم الله عبد الرؤف التيمي وتعشينا معه، وبعد العشاء جرى الحوار حول الجامعة وأنشطتها العلمية لبعض الدقائق، وقد ألزمت على نفسي أن لا أتكلم عند كبار الناس إلا بقدر طرح السؤال المفيد وأبذل كل جهدي إلى الإستماع والإصغاء، فمما استفدت من جلسة الدكتور بعد الفراغ من العشاء أقدم اليكم بعض النقاط تعميما للفائدة -
"ينبغي لطالب العلم أن يواظب على الدراسة ويكثر من قراءة الكتب ، وأن لا يضيع وقته بدون فائدة وليكن جل همه الصعود الى الجبل الشامخ ولا يرضى بالدون ، كما ينبغي له أن يكتب ويسجل ويدون المعلومات فالأئمة الكبار الذين برعوا في مجالاتهم لم يكتفوا بالقراءة و المطالعة فحسب بل سجلوا ما كانت لديهم من معارف حتى أصبحت تلك المدونات والمخطوطات مراجع ومصادر لطلاب العلم من بعدهم। وقد يروى عن شيخ الإسلام الإبن تيمية الذي ألف من الكتب المفيدة ما لو وزع ما ألّف لكان نصيب كل يوم من حياته أربعين صفحة" -
وأضاف قائلا :
" فقد لاحظت أن معظم الطلاب الذين يعملون في الجاليات الدعوية بالخليج بعد التخرج من الجامعات والمعاهد الدينية ضعف مستواهم العلمي لقناعة ما عندهم وعدم الإهتمام بتطويرذاتهم ، وكان المفروض أن يهتموا بتطوير شخصيتهم فالإنسان لايولد عالما فالمثابرة والإستمرار والبذل والكد هي العوامل الأساسية التي يصل بها الإنسان إلى القمة" 
ومن خلاله ذكر قصته أنه عمل كـ داعية ومترجم بالبداية ولكن واصل الدراسة ولم ينقطع عنها البته حتى بلغ الآن الى ما بلغ -
وقال ايضا
" ينبغي لطالب العلم أن يخلص نيته ويخدم الإسلام والمسلمين ابتغاء لوجه الله تعالى وطلباً لمرضاته وحسن مثوبته ، و للتقرب إليه سبحانه لايريد من الناس جزاء ولا شكورا " 
وقد بين أنه لما تخرج من الجامعة فتوظف على راتب 1200 ريال سعودى ، ثم جاءه الطلب بأن يكون مترجما باللغة العربية والإنجليزية على راتب 12000 دولار(أو ريال) بشرط أن يتخلى عن بعض الشعائر الدينية من لبس البنطلون وتقصير اللحىة فرفض يتاتا وامتنع عن قبول الطلب ، فعوضه الله بالعلم والمكانة العالية حتى حصل على الجنسية السعودية وأعطاه الله من المال الوفير وهذا كله بناء على قاعدة " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه -
واستطرد قائلا
" كما ينبغي للمسلم أن يكون فخورا بإسلامه بأنه يتدين بدين الحق وقد هداه ربه إلى الهدى , فخورا بأن أنعم عليه بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة – ويلزم على الداعية على الأخص أن يكون معتزا بالإسلام وفخورا به أمام عباد الأوثان والأصنام والأبقار والفروج" -
ولما سألت الدكتور عن عمله حاليا فقال بأنه مشغول في تأليف كتاب " السعى الحثيث الى فقه أهل الحديث" الذي سيكون في ثلاث مجلدات ان شاء الله تعالى، وعلى هذا انتهت الجلسة بحمد الله وتوفيقه ورجعنا الى مساكننا على موعد اللقاء القادم .

الأحد، يناير 03، 2010

صفات العالم الجاهل

قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه " أخلاق العلماء "
فإن قال قائل : فصِفْ لنا أخلاقَ هؤلاء العلماء الذين عِلْمُهم حُجَّهٌ عليهم، حتى إذا رأينا من يُشار إليه بالعلم اعتبرنا ما ظَهرَ من أخلاقهم، فإذا رأينا أخلاقاً لا تَحْسُن بأهل العلم اجتنبناهم، وعلمنا أنَّ ما استبطنوه من دناءة الأخلاق أقبحُ مما ظهر، وعلمنا أنه فتنةٌ فاجتنبناهم، لئلا نُفْتتن كما افتُتِنوا، والله موفِّقنا للرشاد .
قيل له: نعم، سنذكر من أخلاقِهم ما إذا سمعها من يُنسب إلى العلم رَجَعَ إلى نفسه، فتصفَّحَ أمره، فإن كان فيه خُلقٌ من تلك الأخلاقِ المكروهةِ المذمومة، استغفر الله، وأسرع الرَّجعة عنها إلى أخلاقٍ هي أولى بالعلم، مما يقرِّبهم إلى الله عز وجل، وتجافى عن الأخلاق التي تُباعدهم عن الله.
فمن صفته في طلبه للعلم : يطلبُ العلم بالسَّهْو والغفلة، وإنما يطلب من العلم ما أسرع إليه هواه .
فإن قال : كيف ؟
قلت : ليس مرادُه في طلب العلم أنه فُرِض عليه ليتعلَّم كيف يعبدُ الله فيما يعبدُه من أداء فرائضه، واجتناب محارمِه، إنما مُرادُه في طلبه: أن يكثر التعرُّف أنَّه من طلاب العلم، وليكون عنده، فإذا كان عنده هذَّب نفسه.
وكلُّ علم إذا سمعه أو حفظه شَرُفَ به عند المخلوقين، سارَع إليه، وخَفَّ في طلبه، وكلُّ علمٍ وَجَبَ عليه فيما بينه وبين ربِّه عزَّ وجلّ أن يَعْلَمَه، فيعملَ به، ثَقُل عليه طلبُه، فتركه على بصيرةٍ منه، مع شدِّة فقره إليه.
يَثْقُل عليه أن يفوتَه سَماعٌ لِعلمٍ قد أراده، حتى يُلزِمَ نفسَه بالاجتهاد في سماعه، فإذا سمعه هان عليه تَركُ العمل به، فلم يُلْزِم نفسه ما وجَبَ عليه من العمل به كما ألزمها السَّماعَ، فهذه غفلةٌ عظيمة.
إن فاته سماعُ شيء من العلم أحزَنه ذلك، وأسِف على فَوته، كلُّ ذلك بغير تمييز منه، وكان الأولى به أن يَحزَنَ على علمٍ قد سمعه، فوجَبَتْ عليه به الحجةُ، فلم يعمل به، ذلك كان أولى به أن يحزَن عليه ويتأسَّف.
يتفقه للرياء ، ويُحاجُّ للمِراء، مناظرتُه في العلم تُكْسِبُه المأثم، مُرادُه في مناظرته أن يُعرَفَ بالبلاغة، ومراده أن يخطئ مناظره، وإن أصاب مناظرُه الحق أساءه ذلك.
فهو دائبٌ يَسُرُّه ما يَسُرُّ الشيطان، ويكره ما يحبُّ الرحمن، يتعجَّب مِمَّن لا يُنصِف في المناظرة، وهو يجور في المحاجَّة، يحتجُّ على خطئِه وهو يعرفه، ولا يُقِرُّ به، خوفا أن يُذمَّ على خطئه.
يُرخِّص في الفتوى لمن أحب، ويشدِّد على من لا هوى له فيه.
يذُمُّ بعض الرأي، فإن احتاج الحكم والفتيا لمن أحبَّ دلَّه عليه، وعمل به.
من تعلَّم منه علماً، فَهمَّتُه فيه منافعُ الدنيا، فإن عاد عليه خَفَّ عليه تعليمُه، وإن كان مِمَّن لا منفعة له فيه للدنيا - وإنما منفعته للآخرة - ثَقُل عليه.
يرجو ثوابَ علمٍ ما لم يعمل به، ولا يخافُ سوءَ عاقبةِ المساءلة عن تخلُّفِ العمل به.
يرجو ثوابَ الله على بُغضِه من ظنَّ به السوءَ من المستورين، ولا يخاف مَقتَ الله على مداهنته للمهتوكين. ينطق بالحكمة، فيظن أنه من أهلها، ولا يخاف عِظيَمَ الحُجةِ عليه لتركِه استعمالها.
إن علم ازداد مباهاةً وتصنُّعاً، وإن احتاج إلى معرفة علمٍ تركه أنِفاً.
إن كُثر العلماءُ في عصره فذُكروا بالعلم أحبَّ أن يُذكرَ معهم.
إن سُئل العلماءُ عن مسألةٍ فلم يُسأل هو، أحبَّ أن يُسأل كما سُئل غيره ، وكان أولى به أن يَحمَدَ ربَّه إذ لم يُسأل، وإذ كان غيره قد كفاه.
إن بَلَغه أنَّ أحداً من العلماء أخطأ، وأصاب هو، فَرِحَ بخطأ غيره، وكان حكمُه أن يَسُوءَه ذلك.
إن مات أحدٌ من العلماء سَرَّه موتُه، ليحتاجَ الناس إلى علمه.
إن سُئل عمَّا لا يعلم أنِف أن يقول: لا أعلم، حتى يتكلف مالا يَسَعُه في الجواب.
إن علم أنَّ غيرَه أنفعُ للمسلمين منه كَرِه حياته، ولم يُرشِدِ الناسَ إليه.
إن علم أنه قال قولا فتُوبِع عليه، وصارت له به رتبةٌ عند من جَهِله، ثم علم أنه أخطأ أنِف أن يرجع عن خطئه، فيثبتُ بنصرِ الخطأ؛ لئلا تسقط رتبتُه عند المخلوقين.
يتواضع بعلمه للملوك، وأبناء الدنيا، لينال حظَّه منهم بتأويل يُقيمه، ويتكبَّر على من لا دنيا له من المستورين والفقراء، فيَحرِمُهم علمَه بتأويلٍ يُقيمه. يَعُدُّ نفسَه في العلماء، وأعمالُه أعمالُ السُّفهاء، قد فَتَنه حُبُّ الدنيا والثناءُ والشرفُ والمنزلةُ عند أهل الدنيا، يتجمَّل بالعلم كما تتجمَّل بالحُلَّةِ الحسناءُ للدنيا، ولا يُجمَّلُ علمُه بالعمل به.
قال محمد بن الحسين : من تدبَّر هذه الخصال، فعرَفَ أنَّ فيه بعضَ ما ذكرنا، وجَبَ عليه أن يستَحِيَ من الله، وأن يُسرعَ الرجوعَ إلى الحقِّ. وسأذكر من الآثار بعضَ ما ذكرتُ، ليتأدب به العالم إن شاء الله.
فأمَّا قولنا : يتجمَّل بالعلم، ولا يُجَمِّلُ علمه بالعمل به:
عن حبيب بن عبيد قال : « تَعَلَّموا العلم، واعقِلوه، وانتفعوا به، ولا تَعَلَّموه لِتَتجمَّلوا به، فإنه يوشك إن طال بك العمر أن يتجمَّل بالعلم، كما يتجمَّل الرجلُ بثوبه »
قال طاوس : « ما تعلََّمت فتعلَّم لنفسِك، فإن الأمانةَ والصدق قد ذهبا من الناس »
قال محمد بن الحسين : وأما من كان يكره أن يُفتي إذا علم أنَّ غيرَه يكفيه:
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: « أدركتُ عشرين ومئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، إذا سُئل أحدُهم عن الشيء، أحبَّ أن يكفيَه صاحبُه »
وعن سفيان قال : « أدركتُ الفقهاءَ وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا، ولا يفتون حتى لا يجدوا بُدَّاً من أن يفتوا »
وعن عمير بن سعيد قال : سألت علقمة عن مسألة، فقال : ائت عبيدة فاسأله، فأتيت عبيدة فقال: ائت علقمة، فقلت: علقمة أرسلني إليك، فقال: ائت مسروقا فاسأله، فأتيت مسروقا، فسألته فقال: ائت علقمة فاسأله، فقلت: علقمة أرسلني إلى عبيدة، وعبيدة أرسلني إليك، فقال: ائت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فأتيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فسألته فكرهه، ثم رجعت إلى علقمة فأخبرته قال: كان يقال : « أجْرَأُ القوم على الفُتيا أدْناهم علماً »
قال سفيان الثوري : « من أحبَّ أن يُسألَ فليس بأهلٍ أن يُسأل »(1)
ــــــــــــــــــ
(1) قال علي بن المديني: كان سفيان بن عيينة إذا سئل عن شيء قال: لا أُحْسِن.
فنقول: من نسأل؟
فيقول: سل العلماء، وسل الله التوفيق. [السير 8 /469]
۞ قال مخلد بن حسين رحمه الله: إن كان الرّجل لَيسمع العلم اليسير، فيسودُ به أهل زمانه، يُعرف ذلك في صدقه وورعه، وإنّه لَيروي اليوم خمسين ألف حديث ... لا تجوز شهادته على قلنسوته. [الكفاية للخطيب ص6]
۞ قال الوليدُ بنُ مسلمٍ : " سألتُ الأوزاعيَّ ، و سعيدَ بن عبد العزيز ، و ابنَ جُرَيجٍ : لِمَنْ طلبتُم العلم ؟ كلُّهم يقول : لنفسي ، غير أن ابن جريج فإنّه قال: طلبتُه للنّاس"
قال الحافظ الذهبي معلّقاً:
"قلتُ : ما أحسنَ الصّدق ! واليومَ تسألُ الفقيهَ الغبيَّ : لِمَنْ طلبتَ العلم ؟ فيُبادر و يقول : طلبتُه لله ، و يكذبُ ؛ إنّما طلبه للدُّنيا ، و يا قِلَّةَ ما عَرَفَ منه " [ سير أعلام النّبلاء 6/86]
۞ قال هشام الدستوائي: والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل.
قال الذهبي: "قلت: والله ولا أنا.
فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يُقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد، وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله.
فهذا أيضا حسن.
ثم نشروه بنية صالحة.
وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا، وليثنى عليهم، فلهم ما نووا: قال عليه السلام: " من غزا ينوي عقالا فله ما نوى ".
وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم، ولا لهم وقع في النفوس، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل، وإنما العالم من يخشى الله تعالى.
وقوم نالوا العلم، وولوا به المناصب، فظلموا، وتركوا التقيد بالعلم، وركبوا الكبائر والفواحش، فتبا لهم، فما هؤلاء بعلماء !
وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل، وأفتى بالرخص، وروى الشاذ من الأخبار.
وبعضهم اجترأ على الله، ووضع الأحاديث، فهتكه الله، وذهب علمه، وصار زاده إلى النار.
وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا، وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر، ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير، أوهموا به أنهم علماء فضلاء، ولم يَدُرْ في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله، لأنهم ما رأوا شيخاً يقتدى به في العلم، فصاروا همجاً رعاعاً، غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمنة يخزنها وينظر فيها يوما ما، فيصحف ما يورده ولا يقرره.
فنسأل الله النجاة والعفو، كما قال بعضهم: ما أنا عالم ولا رأيت عالما". [سير أعلام النبلاء 7 / 152 – 153]
اختصار من كتاب أخلاق العلماء للإمام الآجري رحمه الله تعالى (96)

لابد أن يقول على الله غير الحق

كلُّ من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبَّها؛ فلا بدَّ أن يقول على الله غيرَ الحقِّ؛ في فتواه وحكمِه، في خبرِه وإلزامِه؛ لانَّ أحكام الربِّ سبحانه كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيَّما أهل الرياسة والذين يتَّبعون الشَّهوات؛ فإنَّهم لا تَتِمُّ لهم أغراضُهم إلاَّ بمخالفة الحقِّ ودفعه كثيراً؛ فإذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة، متَّبعين للشت لم يتمَّ له ذلك إلا بدفع ما يضادُّه من الحقِّ، ولا سيَّما إذا قامت له شبهةٌ، فتتَّفقُ الشبهةُ والشهوةُ، ويثَورُ الهوى، فيَخفَى الصوابُ، ويَنطمِسُ وجهُ الحقِّ! وإن كان الحقُّ ظاهراً لا خفاءَ به ولا شبةَ فيه أقدمَ على مخالفته، وقال: لي مخرج بالتوبة.
وفى هؤلاء وأشباههم قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾ [مريم:59].
وقال تعالى فيهم أيضا: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأعراف:169].
فاخبر سبحانه أنهم اخذوا العرضَ الأدنى مع علمهم بتحريمه عليهم، وقالوا: سيُغفَر لنا! وان عَرضَ لهم عرضٌ آخر أخذوه؛ فهم مُصرُّون على ذلك، وذلك هو الحامل لهم على أن يقولوا على الله غير الحق، فيقولون: هذا حكمه وشرعه ودينُهُ! وهم يعلمون أن دينه وشرعه وحكمه خلافُ ذلك، أوْلا يعلمون أن ذلك دينُهُ وشرعُهُ وحكمُهُ! فتارةً يقولون على الله مالا يعلمون، وتارةً يقولون عليه ما يعلمون بطلانه!
وأمَّا الذين يتَّقون فيعلمون أنَّ الدار الآخرة خيرٌ من الدُّنيا، فلا يَحمِلُهم حبُّ الرياسة والشهوة على أن يُؤثِروا الدُّنيا على الآخرة. وطريقُ ذلك أن يتمسكوا بالكتاب والسُّنَّة، ويستعينوا بالصبر والصلاة، ويتفكَّروا في الدُّنيا وزوالها وخسَّتها، والآخرةِ وإقبالها ودوامِها.
وهؤلاء لابدَّ أنَ يبتدِعوا في الدين مع الفجور في العمل، فيجتمع لهم الأمران؛ فإنَّ اتِّباع الهوى يُعمِى عينَ القلب؛ فلا يُميِّزُ بين السنة والبدعة، أو يُنْكِسُهُ؛ فيرى البدعة سنةً والسنة بدعةً.
فهذه آفة العلماء إذا آثروا الدُّنيا واتَّبعوا الرياسات والشهوات.
وهذه الآيات فيهم إلى قوله: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ۝ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾
فهذا مَثَلُ عالمِ السوء الذي يعمل بخلاف علمه.
وتأمَّل ما تضمَّنته هذه الآية من ذمِّة، وذلك من وجوه:
أحدُها : انه ضَلَّ بعد العلم، واختار الكفرَ على الإيمان عمداً لا جهلاً.
وثانيها : أنه فارق الإيمان مفارقهَ من لا يعود إليه أبداً؛ فإنه انسلخ من الآيات بالجملة كما تنسلخُ الحيَّةُ من قِشْرِها، ولو بقى معه منها شيءٌ لمَ ينسلِخْ منها.
وثالثها : أنَّ الشيطان أدرَكهُ ولحقهُ بحيثُ ظَفِرَ به وافترسَهُ، ولهذا قال فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ ولم يقل: تبعهُ؛ فإنَّ في معنى فَأَتْبَعَهُ أدركه ولَحِقَه، وهو أبلغ من (تبِعَهُ) لفظاً ومعنى.
ورابعُها : أنَّه غَوَى بعد الرُّشد، والغيُّ: الضَّلالُ في العلم والقصد، وهو أخصُّ بفساد القصد والعمل؛ كما أنَّ الضَّلال أخصُّ بفساد العلم والاعتقاد؛ فإذا أُفرِدَ أحدُهما دخلَ فيه الآخرُ، وإن اقترنا فالفرقُ ما ذُكِر.
وخامسُها : أنَّه سبحانه لم يشأ أن يرفعهُ بالعلم، فكان سبب هلاكه؛ لأنه لم يُرفَعْ به، فصار وبالاً عليه، فلو لم يكن عالماً كان خيراً له وأخفَّ لعذابه.
وسادسُها: أنَّه سبحانه اخبر عن خِسَّةِ همَّته وأنَّه اختار الأسفل الأدنى على الأشرف الأعلى.
وسابعُها : أنَّ اختيارَه للأدنى لم يكن عن خاطرٍ وحديث نفس، ولكنَّهُ كان عن إخلادٍ إلى الأرض، وميل بكلِّيتِهِ إلى ما هناك، وأصلُ الإخلاد اللزومُ على الدَّوام، كأنَّه قيل: لزِم الميلَ إلى الأرض، ومن هذا يُقالُ: أخلد فلانٌ بالمكان: إذا لزم الإقامةَ به، قال مالك بن نُوَيرة.
بأبناء حي من قَبائلِ مالِكٍ ... وعمرو بن يربوعٍ أقاموا فأخلَدوا
وعبَّرَ عن ميله إلى الدنيا بإخلادِهِ إلى الأرض؛ لأنَّ الدُّنيا هي الأرضُ وما فيها وما يُستَخرَجُ منها من الزينةِ والمتاع.
وثامنُها : أنه رَغِبَ عن هداهُ، واتَّبع هواهُ، فجعل هواهُ إماماً له يقتدي به ويتَّبِعُهُ.
وتاسعُها : أنَّه شبَّهَهُ بالكلب الذي هو أخسُّ الحيوانات هِمَّهً، وأسقطُها نفساً، وأبخلُها وأشدُّها كَلَباً، ولهذا سمي كلباً.
وعاشرُها : أنَّه شبَّه لَهَثَهُ على الدُّنيا، وعدمَ صبرِه عنها، وجَزَعَهُ لفقدها، وحرصه على تحصيلها؛ بلَهَثِ الكلب في حالتي تركه والحمل عليه بالطَّرْدِ، وهكذا هذا: إن تُرِكَ فهو لَهْثَانُ على الدُّنيا، وإن وُعِظ وزُجِر فهو كذلك؛ فاللَّهَثُ لا يُفارِقُهُ في كلِّ حال كَلَهَثِ الكلب.
قال ابنُ قتيبة : كلُّ شيءٍ يَلهَثُ فإنَّما يَلْهَثُ من إعياءٍ أو عطش، إلاَّ الكلب؛ فإنه يلهثُ في حال الكلال وحال الراحة، وحال الرِّيِّ وحال العطش، فضربهُ الله مثلاً لهذا الكافر، فقال: إن وعظتَهُ فهو ضالٌَ، وإن تركتهُ فهو ضالٌّ؛ كالكلب؛ إن طردْتَهُ لَهَثَ، وإن تركتَهُ على حالِهِ لهَثَ.
وهذا التمثيلُ لم يَقَعْ بكلِّ كلبٍ، وإنما وقع بالكلبِ اللاهثِ، وذلك أخسُّ ما يكون وأشنعُهُ.
فهذا حالُ العالم المؤثِر الدُّنيا علي الآخرة.
وأما العابد الجاهل فآفتُهُ من إعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله وذوقه ووَجْدِه وما تهواه نفسه.
ولهذا قال سفيان ابن عُيينة وغيره: احذروا فتنةَ العالم الفاجر وفتنةَ العابد الجاهل؛ فإنَّ فتنتهما فتنةٌ لكلِّ مفتونٍ.
فهذا بجهله يَصُدُّ عن العلم وموجبه، وذاك بغيِّة يدعو إلى الفُجور.
وقد ضرب الله سبحانه مثل النوع الآخر بقوله: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۝ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ [الحشر:16-17].
وقصتُهُ معروفةٌ، فإنه بنى أساسَ أمرِه على عبادة الله بجهلٍ، فأوقعه الشيطانُ بجهله، وكفَّره بجهله.
فهذا إمامُ كلِّ عابدٍ جاهل؛ يَكفُرُ ولا يَدْرِي، وذاك إمام كلِّ عالم فاجرٍ يختارُ الدُّنيا على الآخرة.
وقد جعل سبحانه رِضَى العبد بالدُّنيا وطمأنينتهُ وغفلتهُ عن معرفةِ آياتِهِ وتدبُّرِها والعملِ بها سبَب شقائِهِ وهلاكه.
ولا يجتمع هذان – أعني: الرضى بالدُّنيا والغفلة عن آيات الربِّ - إلا في قلب من لا يؤمنُ بالمعاد ولا يرجو لقاء ربِّ العباد، وإلا فلو رَسَخَ قدمُهُ في الإيمان بالمعاد؛ لما رضى الدُّنيا ولا اطمأنَّ إليها ولا أعرضَ عن آيات الله.
وأنت إذا تأمَّلْتَ أحوالَ الناس وجدتَ هذا الضرب هو الغالبُ على الناس وهم عُمَّارُ الدُّنيا، وأقلُّ الناس عدداً من هو على خلاف ذلك، وهو من أشدِّ الناس غُربةً بينهم؛ لهم شأنٌ وله شأنٌ، علمُه غيرُ علومهم، وإرادتُهُ غير إرادتهم، وطريقه غير طريقهم؛ فهو في وادٍ وهم في وادٍ.
قال تعالي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ۝ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس:7-8]، ثم ذكر وصف ضدَّ هؤلاء ومآلهم وعاقبتهم بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [يونس:9] فهؤلاء إيمانهم بلقاء الله أورثَهم عدَم الرِّضى بالدُّنيا والطُّمأنينة اليها ودوامَ ذكرِ آياته.
فهذه مواريثُ الإيمان بالمعاد، وتلك مواريثُ عدمِ الإيمان به والغفلة عنه.
انظر: كتاب الفوائد(145) للإمام ابن قيم الجوزية رحمهماالله
اختار لكم/معراج عالم محمد إفاق التيمي غفر الله له

السبت، يناير 02، 2010

عالمی ماحولیاتی تبدیلی : ذمہ دار کون؟

خالق کائنات نے اس عالم رنگ وبو کو نہایت مضبوط اور مستحکم بنیادوں پر پیدا کیا ہے، یہاں کی ہرچیز بامقصد، باہدف اورانسانی ضرورت کے عین مطابق ہے ، کوئی بھی چیزبیکار،عبث اور نکمی نہیں، پھرپروردگارنے ان نعمتوں کو انسان کے تابع اور مسخر کردیا کہ وہ جیسے چاہے اور جس انداز میں چاہے انہیں اپنے کام میں لائے ، اس کے لیے انسان کو عقل کی لازوال نعمت سے مالا مال کیا گیا۔ اسی نعمت عقل کی بنیاد پرآج کے اس ترقی یافتہ دورمیں انسان نت نئی چیزیں ایجاد کر رہا ہے ، ستاروں پر کمندیں ڈال رہا ہے ، زہرہ ومریخ اور شمس وقمر کے فاصلوں کو سمیٹ رہا ہے۔
یہ ساری تسخیری صلاحیتیں اپنی جگہ‘ لیکن انسان کو قطعاً اس بات کی اجازت نہیں کہ وہ تسخیر کائنات کے زعم میں مبتلا ہوکرنظام کائنات سے چھیڑخانی کرنے لگے،اگر ایسا کرتا ہے تواس کا منفی رد عمل سامنے آئے گا، نظام کائنات بگڑے گا،جس کے نتیجہ میں زندگی اجیرن ہوگی، جان ومال کی تباہی ہوگی، اور بحروبر میں اضطراب پیدا ہوگا ۔
کرہ ارضی کی موجودہ صورتحال کودیکھ کرآج کل یہی کچھ اندازہ لگ رہا ہے۔ جنگلات کی صفائی، درختوں کی کٹائی،اور توانائی کے بے جا استعمال سے ماحولیاتی بگاڑپیدا ہوا ہے، زمین کادرجہ حرارت بڑھاہے،اور موسمی تبدیلی آئی ہے ۔اگراس پرقابونہ پایا گیا توآئندہ سالوںمیں اس کے بھیانک نتائج سامنے آئیں گے۔
سائنس داں کہتے ہیں کہ فضائی کرہ قائمہ کے بالائی حصے میں 33کیلو میٹر کے فاصلے پر اوزون کی ایک پرت ہے جو غلاف کی طرح ہے ، یہ پرت گویا سورج کی روشنی کے لیے ایک فلٹراورچھلنی کی مانند ہے جو سورج سے آنے والی ہلاکت خیز اور خطرناک حد تک گرم شعاوں کو اپنے اندر جذب کرلیتی ہے ۔اگر ایسا نہ ہو تو یہ نیچے زمین پر پہنچ کر جانداروں میں کینسر اور نباتات کی تباہی کا باعث بنیں گی۔ آج یہی کچھ ہوا ہے....کارخانوں، فیکٹریوں،اور فضامیں گردش کرتے جہازوں سے جو دھواں نکل رہا ہے اور گیس خارج ہو رہا ہے وہ گولوں کی شکل میں تبدیل ہوکر اوزون کی اس پرت سے ٹکراتے ہیں، جس کے باعث اس پرت میں جگہ جگہ شگاف پڑچکے ہیں ،ہوسکتا ہے کہ کسی وقت یہ پرت بالکل ختم ہی ہوجائے، اس کے نتیجہ میں آبی ذخیرے بالکل خشک ہو سکتے ہیں ، اس درجہ حرارت کی بنیاد پر سمند رمیں موجود بڑے بڑے گلیشیر پگھلنے لگے ہیں اور ان کا پانی سمندر کے پانی میں مل کر سطح آب میں اضافہ کر رہا ہے ۔ سائنسدانوں کا اندازہ ہے کہ اگر یہی صورتحال رہی تو چند سالوں میں دنیا کے ساحلی شہر غرق آب ہوجائیں گے ، اور 2050 ء تک زمین بھی ختم ہوجائے گی ۔
سروں پر منڈلارہے ان سنگین خطرات نے عالمی رہنماؤں اور سائنس دانوں کی نیند خراب کررکھی ہے، اس کے ازالہ کے لیے پچھلے کئی سالوں سے عالمی سطح پر مذاکرات ہورہے ہیں ، سیمینار اور سمپوزیم ہورہے ہیں، بین الاقوامی کانفرنسیں ہورہی ہیں، ابھی ڈنمارک کےدارالحکومت کوپن ہینگ میں اس قبیل کا بین الاقوامی اجلاس اختتام پذیرہوا ہے، اس کانفرنس کوبھی مبصرین نتائج کے اعتبار سے غیراطمینان بخش قرار دے رہے ہیں، واقعہ یہ ہے کہ نقصاندہ گیس کا اخراج ترقی یافتہ ممالک زیادہ کرتے ہیں،جبکہ خسارہ زیادہ تر ترقی پذیرممالک کا ہورہاہے۔ ایسی صورتحال میںجب تک ترقی پذیرممالک کوخاص مراعات نہیں ملتی وہ سمجھوتے کو کیسے تسلیم کرلیں گے ؟
بہرکیف اس سے قطع نظر کہ کس حد تک اس خطرے پرکنٹرول پانے کا اتفاق ہوتا ہے ہمیں سردست اس سوال پر غور کرنا ہے کہ آخر اس موسمی تبدیلی کا ذمہ دار کون ہے ؟اور اس سے ہمیں کیا سبق ملتا ہے ؟کیونکہ اس کا تعلق براہ راست ہم سے ہے ۔
قرآن کریم نے بحر وبر میں فساد واقع ہونے کی طرف اشارہ کیا ہے ، تاہم اس کا ذمہ دار حضرت انسان ہی کو ٹھہرایا ہے (الاعراف 56) ۔ پھر اس نے ہرچیز کے استعمال میں اعتدال وتوازن کی تاکید کی ہے اوراسراف وفضول خرچی کو شیطانی عمل قرار دیا ہے ۔ قرآن کہتا ہے ”اسراف مت کرو ‘ بیشک وہ (اللہ تعالی) اسراف کرنے والوں کو پسند نہیں فرماتا“ (الانعام 141 ) دوسری جگہ ارشاد باری تعالی ہے ” جب وہ لوٹ کر جاتا ہے تو زمین میں فساد پھیلانے کی اور کھیتی ونسل کی بربادی کی کوشش میں لگا رہتا ہے “ (البقرة 205) یہ آیت گوکہ ایک خاص پس منظر میں اُتری ہے تاہم اس حکم میں وہ سارے لوگ داخل ہوںگے جو ان مذموم صفات کے حامل ٹھہریں گے۔ ذرا آیت پر باریکی سے غور کیجئے کہ کس طرح اللہ تعالی نے زمین میں فساد مچانے اور حرث ونسل کو تباہ کرنے کے بیچ ربط قائم کیا ہے ۔ کیا جنگلات کا صفایا، توانائی کے استعمال میں تجاوزجس کے باعث جانوں کی ہلاکت ہورہی ہے حرث ونسل کی تباہی نہیں ؟ اگرقرآنی تعلیمات کے مطابق فطری اشیاءکواپنی جگہ رہنے دیا جاتا،اور گیس کے اخراج میں اعتدال و توازن برتا گیا ہوتا توانسانیت کو یہ دن نہ دیکھنے پڑتے۔ ایک مسلمان یہاں پر یہ سبق حاصل کرتا ہے کہ انسان کے لیے امن وسکون فطری نظام کی تابعداری میں ہے ۔اس لیے اُسے چاہیے کہ انسانی مصلحتوں کی خاطر نظام کائنات کو اپنی قدرتی رفتار پر برقرار رہنے دے اور ارضی وسماوی آفات کے وقوع سے پہلے کتاب الہی میں اس کا حل ڈھونڈے ، یہ اللہ تعالی کی طرف سے ایک طرح کا الٹی میٹم ہے کہ انسان فطرت کی طرف لوٹ آئے۔