قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " من يتعمد ضبط الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها، فهذا قد تعمد تركها في وقتها، وهو كافر بهذا عند جمع كثير من أهل العلم كفراً أكبر - نسأل الله العافية - لتعمده ترك الصلاة في الوقت، وهكذا إذا تعمد تأخير الصلاة إلى قرب الظهر ثم صلاها عند الظهر - أي صلاة الفجر -، أما من غلبه النوم حتى فاته الوقت، فهذا لا يضره ذلك، وعليه أن يصلي إذا استيقظ، ولا حرج عليه إذا كان قد غلبه النوم، أو ¬تركها نسياناً مع فعل الأسباب التي تعينه على الصلاة في الوقت، وعلى أدائها في الجماعة، مثل تركيب الساعة على الوقت، والنوم مبكراً.
أما الإنسان الذي يتعمد تأخيرها إلى ما بعد الوقت، أو يضبط الساعة إلى ما بعد الوقت حتى لا يقوم في الوقت، فهذا عمل متعمد للترك، وقد أتى منكراً عظيماً عند جميع العلماء،..."اهـ(نشرت في المجلة العربية في العدد (195) لشهر ربيع الآخر من عام 1414هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد العاشر)
واليك بعض عقوبات تارك صلاة الفجر:
العقوبة الأولى : استهزاء الشيطان بهم وبوله في أذنهم
ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه "( رواه البخاري 1076 ومسلم 1293) قيل أن معناه أفسده أو قاده الشيطان وتحكم فيه أو احتقره واستخف به وخص الأذن لأنها حاسة الانتباه.
العقوبة الثانية : الكسل وخبث النفس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذ هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله أنحلت عقدة , فإن توضأ انحلت عقدة , فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. (رواه البخاري 1124 ومسلم 1816.(
العقوبة الثالثة : دخوله في المنافقين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار. (رواه مسلم 10400.(
العقوبة الرابعة: الحرمان من معية الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله"( رواه مسلم 1050) قيل الذمة هي الأمان أو الضمان فمن صلى الفجر فهو في ضمان الله وأمنه ومن لم يصل الفجر لا أمان له ولا ضمان .
العقوبة الخامسة : لا تشهد له الملائكة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم : كيف تركتم عبادي فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون"( رواه البخاري 522 ومسلم 1001) : قال الثوري هذا من كرم الله ولطفه أن جعل الملائكة تشهد معهم الصلاة ومفارقتهم أوقات العبادة ليشهدوا بالخير قلت فكيف تشهد الملائكة لمن لم يشهد الصلاة ".
العقوبة السادسة : تهشيم رأسه في القبر
ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في الرؤيا أنه قد جاءه آتيان فانطلقا معه حتى أتيا على مضطجع وآخر قائم عليه بصخرة يهوى القائم بتلك الصخرة على المضطجع فيثلغ رأسه بها فيتهدهده الحجر فيعود إليه القائم فيأخذه ويعود رأس المضطجع صحيحاً ثم يضربه القائم بذلك الحجر فيحدث له كما حدث في المرة الأولى وهكذا وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك الرجل المضطجع يأخذ القرآن فرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة "( البخاري 1092) يثلغ رأسه : أي يكسره وقال ابن العربي جعلت العقوبة في رأس هذه النومة عن الصلاة والنوم موضوعه الرأس ".
العقوبة السابعة : لا يتم له نور على الصراط
وعن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " (رواه ابوداود و الترمذي وصححه الألباني)وهذا فضل لمن يمشي إلى المساجد في الظلم وهو وقت صلاة الفجر ة والعشاء حيث يضاء له نور تام على الصراط يوم القيامة وغيره لا يتم له نور على الصراط ."
العقوبة الثامنة : الحجب عن رؤية الله
عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا فالمحافظة على هاتين الصلاتين سبب في أعظم مغنم أهل الجنة وهي رؤية الله عز وجل ومن لا يحافظ عليها لا يرجى رؤية الله عز وجل " (البخاري 573 ومسلم 632).
العقوبة التاسعة : الوعيد بالويل
قال تعالى " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " وقد قال بن عباس ( ساهون ) أي مضيعون لها بالكلية أو مفرطون في أدائها في الوقت المحدد شرعاً وقيل الويل واد في جهنم أو الصديد.
العقوبة العاشرة : الوعيد بالغي
قال تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " قال ابن كثير " غياً " أي خسرانا وعزا إلى ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم.
فتلك عشرة كاملة نسأل الله تعالى أن يرزقناالإخلاص في القول والعمل وأن يجنبنا من الزلل والكسل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً؛؛؛؛؛
هناك تعليق واحد:
شكرا لكم اخواني . لدي سؤال من يتركها عمدا هل تقبل صلواته الاخرى الضهر و العصر و المغرب والعشاء
إرسال تعليق