الثلاثاء، يونيو 15، 2010

"كل نفس ذائقة الموت"

"كل نفس ذائقة الموت"
ممالاشك فيه ولا ارتياب بأن كل من سوى الله تعالى فان يوما من الأيام كائنا من كان ، ولوكان الخلد لأحد من البشرية فى الدنيا لكان سيد الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم أحق بذلك ، والله سبحانه وتعالى قال فيه : " ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين"(آل عمران/144)
ولكن السؤال ماهى الغاية المنشودة فى تخليق الجن والإنس ؟ هل هناك غير عبادة الله تعالى وحده لاشريك له ؟ كلا، كما قال تعالى " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"(الذريت/56)
فالغاية الحقيقية التى هى سبب وجود الثقلين فى العالم هى عبادة الله الواحد القهار كما كان حقه ، وهو الخالق المالك الرازق المدبر والمتصرف لكل شىء لاراد لقضائه ولامعقب لحكمه فعال لما يريد . والله سبحانه تعالى أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة مالا يعد ولايحصى ، فماذا يجب علينا بعد هذا الإكرام والإنعام ؟ لوسئل سائل عن من حرم من النعم الإلهية كاليد والعين والرجل والأذن وغيرها ماهى قيمة هذه الأشياء فى أنظارهم؟ لتبين الحقائق التى تشحذ الههم وتحثهم على ذكرالله والامتثال بأوامره والاجتناب عن نواهيه.
أولا أوصى نفسى المقصرة ثم أذكر الإخوة بتقوى الله فى السر والعلن والبعد عن المعاصى فإنها سبب لهلاك الأمم ، فالتاريخ شاهد على ذلك لئن كان الناس يموتون فالتاريخ ثابت لايموت ولاسيما ماذكره الله تعالى فى كتابه المجيد من القصص والعبر وماكتبه المؤرخون من المسلمين المنصفين بدون غث وسمين أحداث ووقائع وماترتب عليها من النتائج خيرا كان أو شرا.
فعلينا أن نتعظ بقصص الأمم السابقة ونعمل أعمالا صالحة قبل فوات الأوان لأن الله تعالى يقول" حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يبعثون"(المؤمنون/ 99-100)
علينا أن نتذكر بأننا نمشى على الأرض اليوم وماذا سيكون فى المستقبل بعد ما سوف نكون تحت التراب ؟ فى القبور التى هى بيت الدود والحشرات فماذا أعددنا للحياة بعد الممات؟ أما نتذكر بأن للقبر ضغطة حتى مانجا منها سعد بن معاذ رضى الله عنه ؟ فماذا يكون حالنا؟ اللهم ثبت أقدامنا فى الدنيا والآخرة.
بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك يا أباهريرة ؟! قال : " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود مهبطه جنة أو نار ، فما أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! "
هذا هو حال الصحابى الجليل الذى روى عن النبى صلى الله عليه وسلم 5374 حديثا ، فأين نحن ؟ وماذا نتفكر؟ "ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق(الحديد/16) أما مربنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى روى عنه أنس رضى الله عنه قال:: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً " ، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين ، وفي رواية : بلَغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال : " عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً " فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين " . رواه البخاري ( 4345 ) ، والرواية الثانية لمسلم ( 2359 ). ، والخنين : هو البكاء مع غنّة .
اللهم وفقنا للذكر والفكروالاستعداد ليوم الرحيل وأعذنا من عذاب القبروالناربرحمتك ياأرحم الراحمين وانصرنا على أعدائك أعداء الدين.
اللهم إنا نعوذبك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.

.

هناك تعليق واحد:

رابعة أنجم بنت مطيع الرحمن بنت عبدالودود التيمي يقول...

الأخ الفاضل مقالة مفيدة جدا،وقد استفدت بها ،جزاكم الله خيرا