الجمعة، مارس 15، 2013

نظرة عابرة على إعدام أفضل غرو


محمد سليم اختر التيمي 
جامعة اللغة الإنكليزية و اللغات الأجنبية

 اليوم التاسع من شهر فبراير 2013 م يوم حزين ويوم بؤس للمسلمين عامة وللمسلمين الهنود خاصة ، فيه قد نفذ الحكم بإعدام أفضل غرو بتخطيط دقيق حيك في ظلمة الليل الهالكة ، وأن هذا اليوم يوم أظهر فيه الرئيس الهندي و وزير الداخلة ، ليس في الهند التماس الرأفة للمسلمين ، و أثبت السيد برنب مكرجي أن منصب الرئيس الهندي ليس بعيدا عن السياسة ، بل إنما هو متصف بها و جزؤ منها ، و أن هذااليوم يوم قد أعلن فيه حكومة التحالف التقدمي المتحد أن الهند ليست حكومة ديمقراطية – كما يزعم العالم - ، بل إنما هي حكومة استبدادية ، و أما الدستور الهندي الذي وضع  تحت إشراف الدكتورأمبيدكر نظراً إلى مختلف الأجناس و الديانات و الطبقات ، فهو في الكتب و المحاكم ، ليس في العمل . فيا دستور الهند ! و يا إعدام أفضل غرو ! .
وأن الشهيد أفضل غرو الذي وجهت إليه عقارب الاتهام بالهجوم على البرلمان الهندي وقد نفذ الحكم بالإعدام بحقه في هذه الجناية ، أنه لم يقبل جرمه إلى آخر حياته قط ، ولم يُسمح له فرصة للدفاع عن نفسه بأي محامي ، و لم تخبر عائلته قبل الإعدام ، بل إنما حكومة التحالف التقدمي المتحد عقدت مجلسا مشتملا على رئيس الوزراء و الرئيس الهندي و وزير الداخلة في ظلمة الليل ، ورفضت عريضة الرأفة لأفضل غرو، و عينت تاريخ إعدامه الساعة الثامنة صباحا من اليوم التاسع من فبراير 2013 م في اليوم السادس من فبراير2013م، و أرسلت رسالة إلى عائلته للإخبار عن الإعدام في اليوم السابع من فبراير 2013 م بعلم أن هذه الرسالة لن تصل إلى أهله قبل الإعدام . فنظراً إلى هذا نسطيع أن نقول آنفا أن هذا الحكم حكم انتقامي و منتخب وسياسي نفذ بتخطيط دقيق لإغلاق أفواه المنظمات الهندوسية المتعصبة ، و الحصول على أصوات الهندوسيين في الانتخابات العامة القادمة ، و لإثبات أن حكومة كونغرس ليست حكومة للأقليات ، بل إنما هي للهندوسيين . فيا منظمة كونغرس ! ويا أهدافها الشنيعة !
    عقب يوم من إعدام أفضل غرو ودفنه في حرم سجن تيهار ، أعرب رئيس وزراء ولاية جامو وكشمير عمر عبد الله ، عن عدم رضاه وسخطه من عدم إبلاغ الرسالة إلى أسرته قبل الإعدام، وقال إن هذا الإعدام حكم  سياسي و انتقامي ، وعلى الحكومة أن تثبت هذا الإعدام ليس إعداما أخيراً . ورفض وزير الداخلة تصريح رئيس وزراء كشمير عمر عبد الله أن هذا الإعدام لم يكن سياسيا وانتقاميا ،بل إنما  تم طبقا للقواعد ، وقال أما قضايا قتلة رئيس الوزراء الهندي السابق رجيف غندي ورئيس وزراء البنجانب بينت سينج ، فهي كانت مختلفة.
وأن إعدام أفضل غرو يُقدِّم أسئلة أمام حكومة التحالف التقدمي المتحد ، هل أنها تنفذ الإعدام بحق الإرهابيين الذين قاموا بالتفجيرات الإرهابية في مكة المسجد و ماليغاون وسمجهوته اكسبريس ، والاضطرابات الطائفية في ولاية غجرات ، وسفكوا فيها دماء الآلاف بصورة وحشية لا توصف ، و جرح فيها آلاف رجل جرحا شديدا ؟ 

ليست هناك تعليقات: