الخميس، نوفمبر 12، 2009

وفاة الدكتور مقتدى حسن الأزهري

فقد اتصل بي اليوم الأخ الحبيب كرم الله عبدالرؤوف التيمي وأخبرني بكل صراحة بأن الدكتور مقتدى حسن توفى قبل أيام فتفأجات بهذا النبأ الفادح وقلت "إنا لله وإنا إليه راجعون" ثم أصبحت أبحث المواقع حسب العادة حول نبأ وفاته فوقفت على موقع أهل الحديث بأن الدكتور مقتدى حسن الأزهري رئيس الجامعة السلفية ببنارس، الهند انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر الجمعة الساعة الرابعة 30 أكتوبر 2009 الموافق 11 ذي القعدة 1430 إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته .
ولما أن الشيخ شيخ المشائخ للأخوة التيميين فإصالة عن نفسي ونيابة عن الإخوة التيميين أقدم إلى أسرة الشيخ أخلص التعازي سائلين المولى العلى القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان.وفي الحقيقة وفاة العلامة الدكتور خسارة فادحة للقارة الهندية عامة ولجمعية أهل الحديث خاصة:

يقول الدكتور عبد العليم السلفي: " إن الدكتور رحمه الله كان من كبارعلماء الهند ومرجعاًعلمياً لطلاب العلم والعلماء وأديباًبارعاً ومشرفاًعلى جماعة أهل الحديث بالهند وله مؤلفات كثيرة في اللغات العربية والأردية والهندية وتلاميذه في ألوف منتشرين في أنحاء العالم يخدمون الدين والعلم.ومن وفاته فقدالعالم عالماًكبيراً وخسرت جماعة أهل الحديث خسارة عظيمة "
ويقول أبو عبد الله الروقي : " وهو أحد علماء الهند وأدبائهم ॥ وهو من الرجال الذين نشروا عقيدة السلف في تلك الأصقاع وغيرها" يقول الشيخ محمد زياد التكلة : "كان الفقيد رحمه الله من أبرز الشخصيات العلمية والقيادية لأهل الحديث في الهند، وله خدمات عظيمة في المجالات العلمية والدعوية والإصلاحية هناك، ولم يتوقف نشاطه رغم اشتداد مرضه في السنوات الأخيرة، وهو في أواخر السبعين।وكان سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله يحبه ويقدره، ويقول له مداعبا: أنت لستَ مقتدَى، أنت مقتدِي يعني بالسنة، وكان رحمه الله من أصجاب الأقلام الجيدة بالعربية، وساهم عبر ترجمة عدد من الآثار المهمة بتعريف الناس بتراث أهل الحديث في بلاده، عبر مطبعة الجامعة السلفية في بنارس"

يقول الشيخ أبو مروان هاشم : "كانت حياته –رحمه الله- حافلة بالعمل الدؤوب والنشاط العلمي الذي لا يعرف الفتور والكسل، فكان لا يُرى إلا وهو يقرأ أو يكتب، ولم ير قط يخوض في حديث الناس، ولم أر في حياتي أحدا أكثر تنظيما للوقت واستغلالا له، ولا أشد تنسيقا للعمل، ولا أرفع ذوقا في ترتيب شؤون حياته منه، ومن هنا كان –رحمه الله تعالى- مهيبا موقرا بين أصحابه وتلامذته।وأما أعماله العلمية فكثيرة، وتحتاج إلى جلسة طويلة لتعدادها، فله مؤلفات بالعربية وبالأردية، وترجم كثيرا من الكتب من العربية إلى الأردية وبالعكس، وله مقالات منشورة يصعب إحصاؤها كثرة، حيث كانت تنشر مقالاته كلَّ شهرٍ تباعاً في مجلة "صوت الأمة" العربية، ومجلة "محدث" الأردية، وفي المجلات الأخرى العربية والأردية، وداخل الهند وخارجها"

وبهذه المناسبة أقدم إلى قرائنا لمحة سريعة عن حياته وهي مكتوبة بقلم يده ، تم إقتباسها من موقع أهل الحديث .
الاسم: د. مقتدى حسن بن محمد ياسين

العمل الحالي: رئيس الجامعة السلفية، بنارس، الهند।المشرف على مجلة «صوت الأمة»، العربية الشهرية.عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.عضو رابطة الأدب الإسلامي بالهند.مدرس بالجامعة السلفية بنارس.عضو الجمعية التعليمية للجامعة المحمدية في مومباي

أبرز الأعمال التي تولاها: تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية لطلاب الكلية منذ عام 1387ﻫ في الجامعة السلفية، بنارس।تدريس الأدب العربي في جامعة علي گرﻫ الإسلامية بالهند لمدة سنة واحدة.تدريس العلوم الإسلامية في الجامعة الإسلامية فيض عام بمئو لمدة سنتين.الإسهام في عقد المؤتمرات والندوات

المؤهل العلمي: شهادة حفظ القرآن الكريم من مدرسة دار العلوم بمئو عام1953(فرعها في مرزا هادي فورة)شهادة الثانوية من الجامعة العالية بمئو عام 1959شهادة مولوي من الهيئة التعليمية بحكومة يوبي عام1959شهادة عالم من الهيئة التعليمية بحكومة يوبي عام1960شهادة فاضل من الهيئة التعليمية بحكومة يوبي عام1962شهادة التخرج من الجامعة الأثرية دار الحديث بمئونات بنجن।شهادة السنة الأولى التمهيدية للماجستير من قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة.شهادةا لماجستير من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1966مشهادة "إيم فل" من جامعة عليكره الإسلامية بالهند عام 1972مشهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة عليكره الإسلامية بالهند عام1975شهادة الثانوية في اللغة الإنجليزية من جامعة عليكره الإسلامية بالهند عام 1971مشهادة الكلية المتوسطة في اللغة الإنجليزية من جامعة عليكره الإسلامية بالهند عام 1973م

المؤلفات والبحوث العلمية:

(ألف): التأليف: تاريخ الأدب العربي (5) أجزاء باللغة الأردية।نظرة إلى مواقف المسلمين من أحداث الخليج باللغة العربية.موقف الإسلام من المرأة باللغة الأردية.منصور الفقيه: حياتُه، وشعره، باللغة العربية.مشكلة المسجد البابري في ضوء التاريخ، والكتابات المعاصرة، باللغة العربية.حقيقة الأدب ووظيفته باللغة العربية.الثقافة الإسلامية والمسلمون.مسؤولية الشباب المسلم في العصر الحاضر.قراءة في كتاب: «الحالة الخلقية للعالم الإسلامي» من تأليف الأستاذ أسرار عالم.عصر حاضر مين مسلمانون كو سائنس اور تكنالوجي كي ضرورتقرآن بر غور وتدبر مذهبي فريضة هيرمضان اور عيدالفطر تربيتي نقطه نظر سي، ناشر مكتبة الفهيم مئونات بنجن.هندوستان مين تحريك اهلحديث اور جديد تقاضي، تاريخ، وتعارف، ناشر مكتبة الفهيم مئونات بنجن

(ب): التحقيق، والتعليق، والتهذيب: تحقيق الجزء الثاني من كتاب بهجة المجالس، للحافظ ابن عبدالبر القرطبي، رحمه الله مع الفهارس الكاملة للكتاب بجزئيه।تعليق وتقديم لكتاب"حصول المأمول" للنواب صديق حسن خان، رحمه الله.فتح المنان بتسهيل الإتقان، للسيوطي.أزمة الخليج في ميزان الشرع والعقل

(ج): الترجمة باللغة العربية। قضايا كتابة التاريخ الإسلامي، وحلولها، للدكتور محمد ياسين مظهر صديقي.رحمة للعالمين، للعلامة القاضي محمد سليمان المنصورفوري- رحمه الله- ثلاثة أجزاء.قرة العينين في تفضيل الشيخين، للشاه ولي الله الدهلوي- رحمه الله-.الإسلام تشكيل جديد للحضارة، للشيخ محمد تقي الأميني- رحمه الله-.بين الإنسان الطبيعي والإنسان الصناعي، له أيضًا.عصر الإلحاد، خلفيته التاريخية، وبدايةُ نهايته، له أيضًا.النظام الإلهي للرقي والانحطاط، له أيضًا.مسألة حياة النبي e في ضوء الأدلة الشرعية.زيارة القبور وحكمها.النصرانية الحاضرة في ضوء التاريخ، والبحث العلمي، للدكتور مصلح الدين الأعظمي.الشيوعية والإسلام في ميزان العقل، له أيضًا.حركة الإنطلاق الفكري، وجهود الشاه ولي الله الدهلوي، للشيخ محمد إسماعيل السلفي – رحمه الله-.حجية الحديث الشريف، له أيضًا

(د) الترجمة باللغة الأردية: اقتضاء الصراط المستقيم، لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-।مختصر زاد المعاد، لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله-.إصلاح المساجد، للشيخ محمد جمال الدين القاسمي- رحمه الله-.أنا للأستاذ عباس محمود العقاد.في ظلال الرسول e، للدكتور عبدالحليم عويس.سقوط ثلاثين دولة، له أيضًا.خادم حرمين شريفين كا حقيقت افروز بيان

(ﻫ) عدد المقالات وكلمات التقديم للكتب المنشورة باللغة العربية يبلغ (320) كلمة

(و) عدد المقالات وكلمات التقديم باللغة الأردية يبلغ (242) كلمة

أبرز الندوات والمؤتمرات التي شارك فيها: المؤتمر الإسلامي الآسيوي الأول، كراتشي، عام1978م.مؤتمر السيرة والسنة النبوية، الدوحة، قطر، عام1980م.مؤتمر الأقليات المسلمة في العالم، الرياض، عام1985م.مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية، القاهرة، عام1986م.مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي، لكناؤ، 1988م.المؤتمر الإسلامي جاكرتا، 1995م.مؤتمر جامعات عليكره الإسلامية بالهند حول الأدب المقارن، عام 1998م.مؤتمر الدراسات الآسيوية والباسفيكية في جامعة بنارس، عام1998م.الندوة العالمية عن جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالرياض، في مارس، 2002م

الاثنين، نوفمبر 02، 2009

كــــمـــــــال الـــشــــريــعـــــــــــــــــــــــــــــــــة!!!!

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان كمال الشريعة:
وهذا الأصل من أهمِّ الأصول وأنفعها، وهو مبنيٌّ على حرف واحد، وهو عمومُ رسالته صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى كلِّ ما يحتاج إليه العبادُ في معارفهم وعلومهم وأعمالهم، وأنَّه لَم يُحْوِج أمَّتَه إلى أحد بعده، وإنَّما حاجتهم إلى مَن يبلِّغهم عنه ما جاء به، فلرسالته عمومان محفوظان لا يتطرَّق إليهما تخصيصٌ؛ عمومٌ بالنسبة إلى المرسَل إليهم، وعمومٌ بالنسبة إلى كلِّ ما يَحتاج إليه مَن بُعث إليه في أصول الدِّين وفروعه، فرسالتُه كافيةٌ شافيةٌ عامَّة، لا تحوج إلى سواها، ولا يتمُّ الإيمانُ به إلاَّ بإثبات عمومِ رسالته في هذا وهذا، فلا يَخرج أحدٌ من المكلَّفين عن رسالته، ولا يخرج نوع من أنواع الحقِّ الذي تحتاج إليه الأمَّة في علومها وأعمالها عمَّا جاء به، وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائرٌ يقلِّب جناحيه في السَّماء إلاَّ ذكَر للأمَّة منه علماً وعلَّمهم كلَّ شيء حتى آداب التخلِّي وآدابَ الجِماع والنوم، والقيام والقعود، والأكل والشرب، والركوب والنزول، والسَّفر والإقامة، والصَّمت والكلام، والعُزلة والخلطة، والغنى والفقر، والصحة والمرض، وجميع أحكام الحياة والموت، ووَصَفَ لهم العرشَ والكرسيَّ، والملائكة والجنَّ، والنار والجنة، ويوم القيامة وما فيه حتى كأنَّه رأيُ عَين، وعرَّفهم معبودَهم وإلَههم أتمَّ تعريف، حتى كأنَّهم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله ونعوت جلاله، وعرَّفهم الأنبياء وأمَمَهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم، حتى كأنَّهم كانوا بينهم، وعرَّفهم مِن طُرق الخير والشرِّ دقيقَها وجليلَها ما لَم يعرِّفه نبيٌّ لأمَّته قبله، وعرَّفهم صلى الله عليه وسلم من أحوال الموت وما يكون بعده في البرزخ وما يحصل فيه من النَّعيم والعذاب للروح والبدن، ما لَم يعرِّف به نبيٌّ غيرَه، وكذلك عرَّفهم صلى الله عليه وسلم من أدلَّةَ التوحيد والنبوة والمعاد، والردَّ على جميع فرق أهل الكفر والضلال، ما ليس لِمَن عرفه حاجة مِن بعده، اللهمَّ إلاَّ إلى مَن يبلِّغه إياه ويبيِّنه ويوضح منه ما خفي عليه، وكذلك عرَّفهم صلى الله عليه وسلم مِن مَكايد الحروب ولقاء العدوِّ وطرُق النَّصر والظَّفَر ما لو عَلِموه وعقِلُوه ورعَوْه حقَّ رعايَتِه لَم يقم لَهم عدوٌّ أبداً، وكذلك عرَّفهم صلى الله عليه وسلم مِن مكايد إبليس وطرُقِه التي يأتيهم منها، وما يتحرَّزون به مِن كيده ومَكرِه، وما يدفعون به شرَّه ما لا مَزيد عليه، وكذلك عرَّفهم صلى الله عليه وسلم مِن أحوال نفوسِهم وأوصافِها ودسائسِها وكمائِنها ما لا حاجة لهم مَعه إلى سِواه، وكذلك عرَّفهم صلى الله عليه وسلم مِن أمور مَعايشِهم ما لو عَلِموه وعمِلُوه لاستقامت لهم دنياهم أعظمَ استقامة.
وبالجملة فجاءهم بخير الدنيا والآخرة برُمَّته، ولَم يُحْوِجْهُم الله إلى أحد سواه، فكيف يُظَنُّ أنَّ شريعتَه الكاملةَ التي ما طرق العالَم شريعةٌ أكملَ منها ناقصةٌ، تحتاج إلى سياسة خارجة عنها تكمِّلها، أو إلى قياس أو حقيقة أو معقول خارجٍ عنها، ومَن ظنَّ ذلك فهو كمَن ظنَّ أنَّ بالناس حاجةً إلى رسول آخَر بعده، وسبَبُ هذا كله خفاءُ ما جاء به على مَن ظنَّ ذلك، وقلَّةُ نصيبه مِن الفَهم الذي وفَّق الله له أصحابَ نبيِّه الذين اكتفوا بما جاء به، واستغنوا به عمَّا سواه، وفتحوا به القلوبَ والبلادَ، وقالوا: هذا عهدُ نبيِّنا إلينا، وهو عهدُنا إليكم.